جابت عدد من مراكب الصيد، اليوم الاثنين، ميناء جرجيس حاملة لافتات تدعو إلى حرية التنقل وإلى إيقاف الموت في البحر جراء موجات الهجرة السرية التي يجازف بها الشباب، وذلك ببادرة من مجموعة من المتطوعين من عدة بلدان من العالم في إطار تحرك وضع تحت عنوان » Alarm phone » إو « هاتف إنذار البحر ».
ويهدف هذا التحرك إلى التحسيس بخطر الهجرة غير الشرعية وبخطورة الصمت على آلاف الموتى في البحر، وإلى توجيه رسالة الى حكومات البلدان المعنية مفادها أن حرية التنقل حق للجميع، وأن عليها البحث عن حلول لتحقيق أحلام الشباب الذي يقدم بالمغامرة بحياته في الهجرة غير الشرعية. كما ترمي التظاهرة إلى توجيه دعوة إلى هذه الحكومات بأن تبادر، عِوَض الامضاء عن الاتفاقيات لإعادة أبنائها، بأن تجد لهم حلولا لتحقيق أحلامهم، وفق ما أكدته عزة فلفول، وهي واحدة من المتطوعات في تحرك « هاتف إنذار البحر ».
وتندرج هذه المبادرة ضمن برنامج تحسيسي وتوعوي ينفذه متطوعون من تونس ومن الجزائر والمغرب وموريتانيا وسويسرا وفرنسا والسينغال، كان انطلق منذ يومين، وتضمن عرضا مسرحيا وعروضا سينمائية وحلقات نقاش مع الشباب لتحسيسه بمخاطر الهجرة غير الشرعية.
وتم اختيار جرجيس لاحتضان هذه التظاهرة باعتبارها من أكثر المناطق التي شهدت عمليات هجرة غير شرعية، وفق عزة فلفول، وقد أكدت، في هذا الصدد، أن أكثر من 8 الاف شخص وصلوا في العام الماضي الي إيطاليا والآلاف منهم لقوا حتفهم في البحر، مضيفة أن الأرقام، ورغم أنها مفزعة، إلا أن الموت في أعماق البحر، أصبح « من الامور العادية التي لم تعد تحرك السواكن »، وهو « أمر خطير جدا ومخيف »، كما قالت.
وشاركت في هذه التظاهرة جمعية البحار بجرجيس التي ترشحت، وفق ما أكده رئيسها شمس الدين بوراصين، لنيل جائزة نوبل للسلام في السلامة والإنقاذ، مشيرا إلى أن جمعيته تعمل مع بقية المجتمع الدولي من أجل وقف نزيف الهجرة غير الشرعية، ودفع دول العالم لتجسيم المساواة بين البشر، والحق في التنقل للجميع .
من جهته، دعا شمس الدين مرزوق عن الهلال الأحمر التونسي، والمتبرع منذ سنوات بدفن جثث المهاجرين التي يقذفها البحر، المجتمع الدولي إلى تحقيق المساواة بين البشر، وإلى عدم الصمت عن الموت في البحر، وإلى فهم ظاهرة الهجرة لإيجاد اليات آمنة للشباب.
وأفاد بأنه قام في السنة الماضية بدفن 46 جثة لمهاجرين غير شرعيين، ودفن هذه السنة 4 جثث، مؤكدا بأنه يواصل جهوده من أجل مقبرة بجرجيس تحترم الذات البشرية. وقال مرزوق إن قطعة الارض التي يدفن بها الجثث أضحت غير قادرة على احتضان المزيد، ولذلك سيرفع مطلبا في الغرض إلى البرلمان الاروبي بسترازبورغ الذي دعاه الى لقاء، يوم 18 من الشهر الجاري، للحديث عن الهجرة.