اعتبر الأمين العام للتيار الديمقراطي نبيل حجي أنه لا يمكن لأي مبادرة أو محاولة إصلاح أو تنظيم حوار أن تنجح في ظل وجود رئيس الجمهورية قيس سعيد، داعيا التونسيين للضغط على الرئيس بالطرق السلمية والقانونية المتاحة لتعديل سياسته أو لمغادرة الحكم.
وقال حجي خلال ندوة صحفية انعقدت بمقر الحزب بالعاصمة اليوم الخميس » إن الرئيس لا يستمع لأحد وأن الشعب الذى أتى به للسلطة عليه أن يقنعه بأن يغادرها « ، معتبرا أن » قيس سعيد كمشروع قد انتهى لا محالة ، وأنه « من المفارقات أنه بنى مشروعه على فكرة الخطر الداهم ليصبح هو بذاته اليوم الخطر الداهم الجاثم على قلوب التونسيين » وفق تقديره.
و أوضح في هذا الصدد أن الرئيس قيس سعيد أسس مشروعه على البناء القاعدي وذهب إلى انتخابات غاب عنها تسعة أعشار الناخبين، مضيفا قوله « نحن لسنا دعاة عنف ولذلك ندعو شعبنا الذي اختار قيس سعيد أن يصوب اختياره بالضغط عليه للتراجع عن سياساته وللانفتاح وتشريك القوى السياسية والتخلي عن مشروعه الهلامي المتعلق بالبناء القاعدي والشركات الأهلية والصلح الجزائي وللاستماع إلى غيره، أو يضغط عليه ليرحل ».
واعتبر أن » السلطة القائمة بلا عقل لدرجة أن تجمع المعارضة ضدها وهو ما تجلى من خلال قضية الحقوقي العياشي الهمامي على معنى المرسوم عدد 54 ، التي اعتبرها دليلا على غباء السلطة »، وفق تعبيره، مضيفا أن « الرئيس قيس سعيد يعتقد أنه مسكون برسالة لهذا الوطن وأن زخم الترحيب الشعبي كان يغذيه ، واليوم كل ما خفت هذا الزخم سيجنح الرئيس نحو الاستبداد لكن الشعب التونسي لن يصمت »، حسب قوله.
وأضاف الأمين العام الجديد للتيار والذي تم انتخابه لتولي هذا المنصب إلى حين تنظيم المؤتمر الثالث للحزب نهاية شهر أفريل القادم، أنه « خلافا لما تريد السلطة الحاكمة اليوم ترسيخه من ترذيل للأحزاب وتقزيم دورها، فإن الحزب يؤمن بأنه لا يمكن الحديث واعتبر أن وصول قيس سعيد للحكم دون مشروع أو تمويل أو رؤية وهو دليل واضح على فشل الأحزاب السياسية، وهي اليوم جميعها مدعوة لمراجعات ولو بدرجات مختلفة، مضيفا قوله « كلنا هيأنا لسعيد الأرضية نتيجة إخفاق المسار الديمقراطي ».
وأكد في هذا السياق أن الحزب » له من الشجاعة والجرأة » للقيام بذلك وهو ما سيتركز عليه المؤتمر القادم للحزب بعد عشر سنوات من تأسيسه ، مشيرا إلى أن المجلس الوطني ترجم سياسة الحزب القائمة على التداول وتكوين الأجيال الجديدة حتى تكون جاهزة للقيادة ولذلك قرر انتخاب 7 أعضاء جدد معدل أعمارهم 34 سنة وهم مناضلون تدرجوا في التيار وتحملوا مسؤوليات في هياكله .
وقال الحجي « نحن نحترم التداول على السلطة ونحرص على تجديد الهياكل وسنذهب لمؤتمرنا الثالث في أواخر أفريل القادم لانتخاب قيادات جديدة فحسب بل لتقييم تجربتنا السابقة وأدائنا وخطابنا ومقاربتنا السياسية ».
من جهته وجه العضو الجديد في المكتب السياسي للحزب وسيم الحمادي الدعوة للشباب للالتحاق بالعمل السياسي، وللأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية بضرورة وضخ دماء جديدة في قياداتها وتصعيد قيادات لها نفس وتصورات مختلفة.
كما توجه إلى رئيس الجمهورية برسالة مفادها أن « مراهنة الرئيس على قتل الأمل في هذا الجيل الصاعد هي مراهنة فاشلة بقدر فشله في الحكم » وأن الأجيال الصاعدة ستحاربه بالنضال السلمي والمدني وستنتصر عاجلا أو آجلا على شعبيته ومحدودية أفقه السياسي »، حسب تعبيره.
أما الأمين العام المساعد محمد العربي الجلاصي فقد استعرض ما وصفه بعناوين الأزمة الاجتماعية والاقتصادية للسلطة القائمة أوالتي تجسدت في تفكك منظومات الإنتاج وارتفاع نسب التضخم الى 10 بالمائة مقابل نسبة نمو متوقعة ب2 بالمائة فقط وتفاقم نسب البطالة، إضافة إلى ما اعتبره « أزمة تاريخية للمالية العمومية » وعجز السلطة عن اعداد قانون مالية يحمي الطبقات الهشة و النسيج الاقتصادي.
وقال « نريد حكومة تامة الاستقلالية والصلاحيات وفق دستور 2014 وحكومة ترأسها شخصية تتوافق عليها المنظمات والقوى الوطنية وتحظى بالثقة والاحترام »، داعيا الى ضرورة تحقيق « التضامن بين نخبة تعلمت الدروس وشعب يجعل القدر يستجيب لطموحاته ».