تنطلق اليوم الأحد عمليّة مكثّفة للتّلقيح ضدّ كوفيد 19 في كامل تراب الجمهوريّة ستكون هي الأكبر منذ إنطلاق الحملة الوطنيّة في مارس 2021 قصد تطويق جائحة راح ضحيّتها أكثر من 20 ألف شخص.
تستهدف العمليّة حصريّا الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 40 سنة فما فوق من المسجّلين في منظومة ايفاكس أو من غير المسجّلين على أن يكونوا مصحوبين بوثيقة تثبت هويّتهم سواء بطاقة تعريف وطنيّة أو جواز سفر. وخصّصت الوزارة 335 مركز تلقيح بالمعاهد والمدارس الإعداديّة، بمعدّل مركز في كل معتمديّة مع تخصيص مركزين في المعتمديّات التي تعدّ نسبة الإقبال على التّلقيح فيها منخفضة.
وقد وضعت وزارة الصّحّة التي تنظّم العمليّة بالتّعاون مع وزارة الدّفاع والصّحًة العسكريّة كل الوسائل الضرورية لإنجاح هذه العمليّة، وذلك بالتّنسيق مع عدد من المنظّمات الوطنيّة، التي تعهّدت بتوفير متطوّعين لتنظيم طوابير الإنتظار حسب ما أكّد المدير العامّ للصّحّة منسّق العمليّة فيصل بن صالح في تصريح سابق ل(وات)
تتطلّع الوزارة، حسب عضو اللّجنة العلميّة أمان الله المسعدي، إلى تلقيح مليون شخص من الفئة العمريّة المستهدفة (40 فما فوق)، مشيرا إلى أنّ الهدف هو تلقيح نصف المجتمع التّونسي قبل موفّى شهر أكتوبر، على أن تصل نسبة المناعة المجتمعيّة 80 بالمائة بعد الأخذ بعين الإعتبار الأشخاص المتعافين.
وكشفت وزارة الصّحّة أنّ 30 بالمائة من الأشخاص الذين تساوي أعمارهم أو تفوق 40 سنة لم يسجّلوا إلى حدّ الٱن في منظومة ايفاكس للتّلقيح ضدّ كورونا، أي حوالي مليون و700 ألف شخص. وتشهد 8 ولايات نقصا في إقبال هذه الشّريحة على التّلقيح وهي ولايات تونس الكبرى (تونس وأريانة ومنّوبة وبن عروس) فضلا عن ولايات صفاقس والقيروان ونابل وسوسة.
وتلقّى مليونان و800 ألف شخص من هذه الشّريحة العمريّة التّلقيح وهو رقم يعتبره المختصّون غير كاف، إضافة إلى 500 ألف شخص مسجّلين في المنظومة، تمّت دعوتهم لتلقّي التّلقيح اليوم الأحد.
ومن المنتظر توفير مليون و500 ألف جرعة من التّلاقيح، خلال اليوم الأوّل لعمليّات التّلقيح المكثّف، أي بمعدّل 4000 جرعة لكلّ مركز تلقيح، حسب ما أكّد سابقا ل(وات) المستشار لدى رئيس الجمهوريّة، وليد الحجّام. وسيتمّ إستعمال التّلقيح البريطاني استرازينيكا الذي تتوفّر تونس على مليون و300 ألف جرعة منه، وهو تلقيح أثبت نجاعته حسب العديد من النّشريّات العلميّة ومصادق عليه من عديد الهيئات العلميّة في العالم، وتوصي بإستخدامه للفئات العمريّة التي تفوق 40 سنة.
تأتي هذه العمليّة المكثّفة للتّلقيح، التي أذن بتنظيمها رئيس الجمهوريّة قيس سعيّد، إثر ما وفّرته دول شقيقة وصديقة لتونس من كمّيات هامّة من التّلاقيح ناهزت 6 مليون جرعة.
وينتظر ان تشكّل عمليّة التّطعيم المكثّف الذي تنطلق أوّل أيّامه بداية من اليوم الأحد ديناميكيّة جديدة تعتزم وزارة الصّحّة تعميمها، لتشمل الفئات العمريّة الأقلّ سنّا.