ختارت تونس للاحتفال مع سائر بلدان العالم بالأسبوع العالمي للتلقيح من 24 إلى 30 أفريل 2017 شعار « باش تحمي ولدك من أمراض خطيرة خلي ثيقتك في التلقيح كبيرة »، قصد التأكيد على أهمية تمكين جميع الأطفال من الحصول على التلاقيح الضرورية في
مختلف المراحل العمرية باعتبارها تمثل أحد أهم الوسائل الناجعة في الوقاية من عديد الأمراض الخطيرة وفي انقاذ حياة الكثير من الأطفال.
وأفادت وثيقة اعلامية أصدرتها ادارة الرعاية الصحية الأساسية بوزارة الصحة بالمناسبة، ان اللجنة الاستشارية للتلقيح بتونس تسعى من خلال وضع الاحتفال بالاسبوع العالمي للتلقيح لهذه السنة تحت شعار « باش تحمي ولدك من امراض خطيرة خلي ثيقتك في التلقيح كبيرة »، الى حث الاولياء على
تعزيز ثقتهم في التلقيح والالتزام به كأفضل خيار لضمان الحماية الاكيدة ضد الامراض الخطيرة التي تهدد صحة ابنائهم وحياتهم.
ومن محاور الاحتفال بالأسبوع العالمي للتلقيح على المستوى الوطني، التأكيد على أهمية نشر المعطيات الصحيحة الدقيقة في هذا المجال قصد التصدى للشائعات التي يمكن ان تؤدي إلى العزوف عن اخذ التلقيح خوفا من المضاعفات الثانوية النادرة والبسيطة في أغلبها مقارنة بفوائد التلقيح.
وحسب مؤشرات البرنامج الوطني للتلقيح، فقد حافظت مؤشرات التغطية على المستوى الوطني في سنة 2016 على نسب عالية فاقت 90 بالمائة من الاطفال قبل تجاوزهم السنة الثانية من العمر في ما يخص كل التلاقيح المدرجة بالرزنامة الوطنية دون احتساب ما بين 4 و7 بالمائة من الاطفال الذين
يتم تلقيحهم لدى الاطباء أصحاب الممارسة الحرة.
وتفيد معطيات الجهات، حسب ذات الوثيقة، بان أقل من 6 بالمائة من الدوائر الصحية لم تتجاوز بها نسبة التغطية 90 بالمائة سواء بالجرعة الاولى من
لقاح الحصبة او الجرعة الثالثة من اللقاح الخماسي.
اما في مجال مراقبة الامراض المستهدفة بالتلقيح فقد تميزت سنة 2016 بتعزيز مؤشرات نظام ترصد الشلل الرخو الحاد على مستوى كل الجهات وهو
ما يؤكد محافظة تونس على ما تحقق من مكاسب في مجال استئصال هذا الوباء وقدرتها على التصدي لمخاطر عودة تفشيه من جديد وذلك تناغما مع الاولوية التي تعطيها منظمة الصحة العالمية للجهود الرامية لمحاصرة هذا الوباء ومنع انتشاره انطلاقا من البلدان القليلة التي لا يزال يستوطنها بشرق المتوسط.
وتسعى وزارة الصحة إلى القيام بدراسة لتقييم جودة ودقة المعطيات المتعلقة بانشطة التلقيح وبنسب التغطية بمختلف الجهات وعلى مستوى الدوائر وخصوصا تلك التي لا تزال بها التغطية دون 90 بالمائة من المستهدفين، للتعرف على النقاط المتبقية من المناطق التي بها اطفال لم ياخذوا او لم يستكملوا التلاقيح المدرجة بالرزنامة الوطنية، وذلك قصد الوقوف اكثر على المعطيات المحلية وتوجيه الجهود نحو تدارك المتخلفين عن التلقيح بالمناطق ذات الاولوية.
وأشارت الوثيقة إلى انه سيتم تنظيم دورات اعلام لفائدة العاملين في مجال الصحة من اطباء وتقنيين وممرضين من الادارات الجهوية والمحلية ومن مراكز الصحة الاساسية وكذلك من مشرفين على اقسام الطب الاستعجالي واقسام الامراض السارية وطب الاطفال وبعض اطباء القطاع الخاص وذلك من اجل تعزيز مساهمتهم في منظومة ترصد الامراض المستهدفة بالتلقيح مما يدعم الجهود المستمرة للتعرف على الاولويات وتطوير منظومة الوقاية في تونس.
ويهدف أسبوع التلقيح العالمي، الذي أدرجته منظمة الصحة العالمية هذه السنة تحت شعار « اللقاحات تحقق الغرض منها » إلى تعزيز استعمال التلقيح من
أجل حماية الاشخاص من جميع الاعمار من الامراض، باعتباره يمثل احد انجع وانجح التدخلات الصحية والاعلى مردودا في ولمساهمته في إنقاذ حياة ملايين البشر.
وتؤكد تقارير منظمة الصحة العالمية انه لا يزال قرابة 4ر19 مليون طفل في العالم لم يحصلوا على التلقيح اطلاقا او لم يتلقوا التلقيح الكامل.
وتشدد منظمة الصحة العالمية على ان التوسع في اتاحة التلقيح يبقى ضرورة اكيدة من اجل تحقيق اهداف التنمية المستديمة، حيث يمثل التلقيح الروتيني احدى الركائز الاساسية للرعاية الصحية الاولية الوثيقة والتغطية الصحية الشاملة ويتيح الفرصة امام كل طفل كي يتمتع بالصحة في حياته منذ البداية.