بشوائطها الخلابة وشمسها الساطعة، لا تبدو تونس البلد الانسب لرياضة الهوكي على الجليد، الا ان جمعية محلية تطمح الى جعلها دولة رائدة في هذه الرياضة في المنطقة، رغم الافتقار الى ميدان للتزلج واتحاد للعبة.
واكد رئيس « الجمعية التونسية لهوكي الجليد » إيهاب عياد (36 عاما) « هدفنا هو التحول الى اتحاد معترف به في تونس ».
وأضاف « الهدف الآخر هو، بالطبع، ان نصبح اعضاء في الاتحاد الدولي لهوكي الجليد ».
قد يبدو طموح عياد (36) الذي يحمل الجنسيتين التونسية والفرنسية، غريبا في بلد معروف بشواطئه وطقسه المشمس على مدار السنة.
ولتحقيق حلمه، ترك هذا الشاب الذي كان كادرا ماليا في « لا ديفانس » حي الأعمال قرب باريس، وظيفته وشرع في البحث عبر العالم عن هواة هوكي جليد تونسيين ليشكل بهم منتخب تونس.
- « مغامرة رائعة » -
وأوضح ايهاب عياد « امضيت 6 سنوات من 2006 إلى 2012 لجمع 40 لاعبا عبر العالم » لافتا الى ان « كل اللاعبين تونسيون من الأب أو الأم، وليس بينهم مجنس » واحد.
وخاض الفريق اول مباراة له سنة 2014 في كوربفوا قرب باريس، وقد خسرها لكن ذلك لم ينل من عزيمته.
في 30 يوليو/تموز الماضي، فاز المنتخب التونسي بالنسخة الاولى من « كأس إفريقيا » لهوكي الجليد التي اقيمت في الرباط في المغرب وشاركت فيها منتخبات تونس والمغرب والجزائر ومصر.
ورغم عدم اعتراف الاتحاد الدولي للعبة بهذه المسابقة إلا أن فوز المنتخب التونسي بها حظي بتغطية اعلامية واسعة في تونس وأثار اهتمام السلطات.
وقال مهدي بلحسن لاعب المنتخب التونسي معلقا على فوز بلاده بهذه الكأس « إنها مغامرة رائعة جدا وأتمنى أن تكون بداية مشوار كبير ».
لم يكن فوز الفريق التونسي بهذه الدورة بديهيا، لأن لاعبيه لم يتدربوا معا بحكم إقامتهم في دول عدة مثل فرنسا وكندا وبلجيكا وفنلندا والسويد.
وأفاد ايهاب عياد « كل واحد يتدرب في ناديه » وبالنسبة لدورة المغرب « قمنا صباح الاثنين بتدريب صغير لنكتشف ميدان التزلج، ومساء الاثنين لعبنا » أول مباراة في المسابقة.
وللتواصل فيما بينهم يعتمد لاعبو المنتخب التونسي على شبكة « فيسبوك » للتواصل الاجتماعي.
- التمويل؟ -
بالنسبة للتمويل قال ايهاب عياد ان « كل اللاعبين يدفعون ثمن تذاكر الطائرة، وبعد ذلك أدفع عبر تمويلات الجهات الراعية تكاليف الإقامة وأزياء اللعب ».
وقد شكل الانضمام الى المنتخب، فرصة لعدد من اللاعبين ليعودوا الى جذورهم التونسية.
وقال اللاعب ناتان بن مسعود (26 عاما) « استطعت احياء الشعلة التونسية المتقدة في قلبي. إنه فخر كبير اليوم ان اقول اني تونسي ».
- التحدي القادم: ميدان تزلج -
ويتعين على « الجمعية التونسية لهوكي الجليد »، المسجلة في فرنسا، ان تتسجل في تونس الان.
وأثارت الدعاية الاعلامية الايجابية التي حققها فوز المنتخب التونسي بالكأس الافريقية، حماسة وزارة الرياضة التونسية.
وقال سرحان النصري مستشار وزير الرياضة التونسي لوكالة فرانس برس « لن نضيع الوقت في الاجراءات » الادارية.
واضاف انه بعد أن تسجل الجمعية في تونس فإنه ستصبح لها « حقوق وواجبات اتحاد » للعبة.
في المقابل، لفت الى ان هوكي الجليد « ليست رياضة بسيطة، وليست في ثقافتنا » ما يستوجب دعمها خصوصا بتوفير البنية التحتية اللازمة.
وفي هذا السياق، اكد ايهاب عياد « هدفنا التالي هو، بالطبع، بناء ملعب تزلج أولمبي. لا يمكن لهذه الرياضة ان توجد في تونس إن لم يكن لها ميدان تزلج (..) بالأبعاد الرسمية ».
وستسمح اقامة هذا الملعب بتطوير رياضات اخرى في تونس مثل التزلج الفني على الجليد و »الكرلينغ ».
وأكدت وزارة الرياضة من ناحيتها ان بناء ميدان تزلج أمر وارد.
وقال ايهاب عياد « هدفنا النهائي وطموحنا ان تصبح تونس بلدا معروفا ومعترفا به في لعبة هوكي الجليد وأن ترسل، سنويا، فريقا الى بطولات العالم ».
(أ ف ب)