قالت أستاذة علوم التغذية بالمعهد الوطني للتغذية ليلى علوان ان امرأتين من بين ثلاث نساء تعانيان من السمنة وزيادة الوزن في تونس .
واضافت خلال ورشة عمل نظمها المعهد الوطني للاستهلاك اليوم الاربعاء بالعاصمة لعرض الدراسات والبحوث الميدانية حول تطور الانماط الاستهلاكية في تونس ان ظاهرة السمنة التي كانت تطال في السابق بالاساس النساء بدأت تظهر لدى الرجال بشكل واضح في السنوات الاخيرة . كما اجتاحت الاطفال وخاصة الشريحة العمرية التى تتراوح بين 8 و10 سنوات بنسبة تفوق 45 بالمائة حسب علوان التي اكدت أن 25 بالمائة من الاطفال في رياض الاطفال يشكون من زيادة الوزن.
وحذرت الخبيرة في التغذية من ظاهرة السمنة في تونس التي سوف ينجر عنها أمراض كالسكرى والقلب والشرايين والسرطان. وأرجعت هذا الوضع الى تغير النمط الاستهلاكي لدى التونسيين واعتبرت ذلك امرأ عاديا نظرا للتطور الاقتصادى والاجتماعي والثقافي الذى شهدته تونس على مر العقود الماضية ما انجر عنه تطور في نسق الاستهلاك وحصول ما أسمته بالنقلة الغذائية.
واعلنت علوان ان المعهد الوطني للتغذية قد اعد بالتعاون مع المعهد الوطني للاستهلاك برنامجين يتعلق الاول الذي انطلق في سنة 2014 بالتقليص من استهلاك الملح والسكر والدهنيات في المواد الغذائية المصنعة. ويهم البرنامج الثاني انطلق سنة 2015 ترشيد الاشهار التجارى والتحسيس بالاشهار التوعوى.
وبين المدير العام للمعهد الوطني للاستهلاك طارق بن جازية أن المعهد شرع في انجاز دراستين تهم الاولى تطور الانماط الاستهلاكية والعوامل الموثرة فيها وتأثيراتها على المستويين الاقتصادى والصحي. وتناولت الدراسة الثانية استهلاك الاطفال والمراهقين والاثار الصحية خاصة وان هناك عديد الموشرات المقلقة في مجال بروز السمنة لدى الشريحة العمرية بين 3 و5 سنوات التي تطورت من 3ر6 بالمائة الى 6ر9 بالمائة من سنة 2006 الى 2012 بزيادة بحوالي 50 بالمائة.
ولاحظ أن النمط الاستهلاكي المتبع سببه عملية تعصير القطاع التجارى و تطور الاشهار التجارى والتسويق الى جانب نمو انفاق التونسي علاوة على تطور الواردات من المنتجات التي تشجع على الاستهلاك. وشدد على أن الدراسات المعروضة توصي بأهمية احداث بوابة للتربية على الاستهلاك واصدار الوسائط التوعوية والبيداغوجية التي لها علاقة بترشيد الاستهلاك.