تسلمت تونس رسميا أمس شهادة ترسيم الأرشيف الورقي الموسيقي للبارون ديرلونجي ضمن سجلّ ذاكرة العالم لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة « اليونسكو ».
وتسلمت هذه الشهادة، وزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط القرمازي، في موكب التأم مساء الأربعاء 6 ديسمبر بمركز الموسيقى العربية والمتوسطية النجمة الزهراء، وحضره وزير التربية السيد محمد علي البوغديري بصفته رئيس اللجنة الوطنية التونسية للتربية والعلم والثقافة، ومدير مكتب اليونسكو بالرباط السيد « إيريك فالت » والهادي جلاب مدير عام الأرشيف الوطني إلى جانب عدد من السفراء وممثلي البعثات الديبلوماسية بتونس.
وأكد مدير مكتب اليونسكو بالرباط إيريك فالت خلال هذا الموكب أن تسجيل الأرشيف الورقي الموسيقي للبارون ديرلونجي ضمن سجلّ ذاكرة العالم هو الأول من نوعه في المنطقة العربية مشيدا بإرث ديرلونجي الفني الذي يتضمن تنوعا موسيقيا فريدا من نوعه. وبين أن منظمة اليونسكو تسعى من خلال برنامج سجلّ ذاكرة العالم إلى حماية التراث من التدهور والضياع وصونه للأجيال القادمة.
وفي كلمة ألقتها بالمناسبة أكدت وزيرة الشؤون الثقافية، أن تسجيل الأرشيف الورقي الموسيقي للبارون ديرلونجي في سجل ذاكرة العالم مكْسب يَعكس حِرْص وزارة الشؤون الثقافية على صوْن تُراثنا الوطني وتثْمينه وتنْزيله المكانة اللّائقةِ به ضمن التراث العالمي والإنساني في بُعْديه المادي وغير المادي ويمثل اعْترافا بأهميّتهِ البالغة وبِقِيمتِه الكوْنيّة والمعرفيّة لفائدة الباحثين في عُلوم الموسيقى التونسيّة والعربية وتاريخها.
وأوضحت الوزيرة أن الإرث الذي تركه البارون ديرلونجي بالغ الأهميّة إذ يعد شاهدًا على عنايته بالموسيقى العربيّة واهْتمامه الكبير بها، وهو إرْث يضُمُّ آلاف الوثائق، وقد اسْتغرق جَرْدُها وتوْصيفُها العلمي ورَقْمنتها ستّ سنوات من البحث والعمل بإشراف عدد من الخبراء والباحثين في اختصاصاتٍ مُختلفة تتوزّع بين علوم التوثيق والأرشيف والرّقمنة والعلوم الموسيقيّة.
وأكد وزير التربية محمد علي البوغديري في كلمة مقتضبة، عن أهمية حفظ الذاكرة للأجيال القادمة مثمنا العمل التشاركي الكبير الذي قامت به مختلف الأطراف المساهمة في تقديم الملف.
وقد تم خلال هذا الموكب الاحتفالي تكريم الباحثين والأساتذة المساهمين في الجرد والرقمنة والتوصيف العلمي للأرشيف الورقي، فضلا عن تنظيم معرض لنسخ من مخطوطات ومدوّنات موسيقية من الأرشيف.