أشرفت وزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط القرمازي على احتفالية اليوم العالمي للمسرح التي نظمها المسرح الوطني مساء امس الاثنين بفضاء الفن الرابع وذلك بحضور مدير عام المسرح الوطني معز مرابط وعدد هام من المبدعين والمبدعات في مجال الفن الرابع.
وأكدت في كلمة بالمناسبة وجوب استمرار احتفاء تونس باليوم العالمي للمسرح الذي تحتفي به سائر بلدان العالم يوم 27 مارس من كل سنة منذ عام 1962 وذلك من أجل إعلاء شأن هذا الفن الرّاقي الضّاربة جذوره في عمق التاريخ حتى أنّه سمّي « أب الفنون ».
ووفق بلاغ صادر عن الوزارة، شددت الوزيرة على دور المسرح في تنوير العقول ونشر الوعي وصناعة الجمال والارتقاء بالذائقة والسموّ بالرّوح الإنسانية إلى أنبل مَقاصدها واعتبرت أن « تغيير هذا القطاع ينبع من الفاعلين فيه وإذا كانت هناك ثورة ثقافية فستكون من المسرحيين أولا وأخيرا ».
ولفتت حياة قطاط القرمازي إلى أن لتونس المعاصرة تاريخا حافلا جاوز المائة سنة من الإبداع المسرحي الذي تشكّل عبر السنوات وأنتج أجيالا من القامات السامقة المبدعة في هذا المجال والتي صنعت لنا إرْثًا غنيا من المنجز المسرحي له بصمته الفارقة والمميّزة ضمن المدارس والاتجاهات المسرحية في إفريقيا والعالم العالم العربي.
وشدّدت على أهمية مؤسسة المسرح الوطني وعراقتها (أُحدثت منذ 1983) مضيفة أن وزارة الشؤون الثقافية تضع ضمن توجّهاتها الرئيسيّة تطوير هذا الفن والارتقاء به وتذليل الصعوبات التي قد تعترض أهل المهنة للبناء على الموجود من أجل منشود أفضل وأبهى يُتيحُ فرص الإبداع والإضافة والابتكار لكسب رهان المنافسة ولجعل هذا اللون من الفنون صناعة ثقافيّة حقيقية قادرة على خلق الثروة والإستدامة وكي يبقى المسرح منارة للرقيّ وإشاعة الجمال ومنبرا للتسامح وحِصْنًا منيعا ضدّ خطابات العنف والكراهية والغلوّ.
وخلال هذه الاحتفالية تلا المدير العام للمسرح الوطني معز مرابط بيان المسرح الوطني بمناسبة اليوم العالمي، بيّن فيه أن المسرح واجهة تكشف مدى رقي الشعوب ومستوى الحضارة الإنسانية ونبل القيم الكامنة فيها وأن ما يُحسب للمسرح التونسي أنه لم يكن البتة مسرحا متقوقعا منكفئا، بل نهل من نهر الإبداع الإنساني، وشكل مواضيع إبداعه من هواجس محلية وعالمية مما جعل الفن الرابع يحوز باستمرار مكانة مرموقة خالدة في وجدان التونسيين.
وقد تم خلال هذه السهرة الاحتفالية، تكريم فنانيْن مسرحيين تتويجا لمسيرتهما المشرفة في مجال التمثيل والإنتاج وهما سيّدة الركح الفنانة منى نور الدين والفنان المنصف الصايم صاحب فضاء « مسرح فو »، إلى جانب تكريم عدد من إطارات المسرح الوطني التونسي وهم إيمان صفر ومحمد بن يوسف ومنير بن يوسف ومنية الأسود.
وقد تضمن البرنامج كذلك تلاوة بيان اليوم العالمي للمسرح الذي صاغته هذا العام الفنانة المصرية القديرة سميحة أيوب وألقته الناقدة المسرحية سهام عقيل، وعرض مسرحية كاليغولا 2 للمخرج الفاضل الجزيري، ووصلات غنائية لسامية الحامي، كما تم بالمناسبة إسناد شهائد لخريجي الدفعة السابعة لمدرسة الممثل.