تزامنا مع افتتاح قسم للاستعجالي بمواصفات عالمية بالمستشفى الجهوي الصادق مقدم بجربة من ولاية مدنين، انتظمت اليوم السبت الايام الطبية الاولى لقسم الاستعجالي حول الجلطة القلبية والجلطة الدماغية، التي حضرها عدة أطباء وخاصة في اختصاص أمراض القلب الشرايين والأعصاب من جهات الجنوب الشرقي، الى جانب اساتذة محاضرين من مؤسسات استشفائية كبرى من تونس وصفاقس.
وتهدف هذه التظاهرة العلمية الاولى، التي ينتظر ان تصبح موعدا سنويا حول مسائل طبية اخرى، وفق رئيسة قسم الاستعجالي بجربة حومة السوق أميرة جعفر الى « تحسين التدخل لإنقاذ المصاب بالجلطة في مرحلة الاستعجالي في الوقت المناسب، والتحسيس بضرورة الاتصال السريع بأقسام الاستعجالي عند وجود أعراض للجلطة، ما يسهل عملية التعاطي مع المصاب وضمان حظوظ اوفر للتدخل الناجع، الى جانب تبادل اخر المستجدات في المجال والاطلاع على التجارب والخبرات ».
واضافت ان « المستشفى الجهوي الصادق مقدم يستقبل بقسمه الاستعجالي بين 2و3 حالات في اليوم زيادة عن مصابين اخرين لا يتفطنون الى حالتهم ولا يقصدون المستشفى الا بعد ايام، ما يجعل مهمة تسريح انسداد الشرايين متاخرة »، واشارت الى ان المستشفى « ضبط استراتيجية لتمكين المريض من العلاج المناسب في أسرع وقت ».
ومثلت الايام الطبية الاولى حول الجلطة الدماغية والقبلية مناسبة لتقديم اخر المستجدات في المجال « خاصة وان القطاع يشهد تطورات من حيث الأدوية (لاسيما المرتبطة بمعالجة تخثر الدم) وتقنيات القسطرة وتقنيات اخرى لا تتواجد حاليا في تونس سوى ببعض المراكز في انتظار تعميمها » وفق الاستاذة في أمراض القلب بصفاقس ورئيسة الجمعية التونسية لأمراض وجراحة القلب والشرايين ليلى عبيد.
واعتبرت عبيد ان « الجلطة القلبية، تكاد تكون من اخطر الأمراض، خاصة لما تسببه من حالات وفايات ومضاعفات على المصاب، وهو ما يتطلب التدخل السريع لإنقاذ المريض والحد من المضاعفات التي تخلفها الجلطة ».
واشارت الى ان « تسجيل نسبة 7 بالمائة من الوفايات من مجموع 558 مصابا بجلطة دماغية (حسب دراسة أنجزتها الجمعية في كامل البلاد)، وهي نسبة غير بعيدة على النسب الموجودة في العالم، وذلك بفضل تطور الطب والتدخلات الاستعجالية التي يقوم بها الأطباء على مصابي الجلطة »، واكدت ضرورة « وعي المريض بالاتصال بأقرب استعجالي فور حدوث أعراض لجلطة، من اجل تدخل ناجع لإنقاذ حياته وحمايته من مخلفات مختلفة على صحته، فكل دقيقة تساوي عضلة قلب » حسب تعبيرها.
وبينت رئيسة قسم أمراض الاعصاب بالمستشفى الجهوي الصادق مقدم بجربة سناء القابسي الغرايري ان الجلطة الدماغية « تمس عددا كبيرا من التونسيين وخاصة امام ارتفاع عدد المصابين بضغط الدم والسكري »، واشارت الى « الانطلاق في القيام بحملة تحسيسية حول اهمية الإسراع بالتوجه الى قسم الاستعجالي فور ظهور علامات توحي بوجود جلطة دماغية.
وقال رئيس قسم أمراض القلب والشرايين بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بمدنين سامي ميلوشي ان موضوع الملتقى « مهم امام تزايد حالات الإصابات بالجلطة، الى جانب كونه اتاح الفرصة للاطلاع على اخر المستجدات في التعامل مع الإصابات التي تبقى نجاعتها مرتبطة بسرعة قبول المصاب »، واشار الى ان « توفير قاعة قسطرة قريبا بمدنين تكون الاولى بالجنوب الشرقيّ، سيكون رافدا مهما في التعاطي مع حالات الجلطات ».