بمناسبة مرور مائة سنة على تأسيس المعهد الوطني لعلوم و تكنولوجيا البحار نظم مخبرالتنوع البيولوجي البحري بالتعاون مع فرع المعهد الوطني لعلوم و تكنولوجيا البحار بجرجيس ندوة علمية حول التنوع البيولوجي في خليج قابس وصيد الاسفنج الواقع والأفاق قدمت خلالها جملة من المداخلات العلمية –حول الاسفنج في تونس ثروة هامة وموروث ثقافي يستوجب الحماية- وواقع القطاع ومشاكل ومشاغل صيادي الاسفنج بالجهة- وتاريخ صيد الاسفنج بالمنطقة والاحصائيات الخاصة به- تطور الوضع البيئي لبحيرة بوغرارة بعد توسعة فتحات الاتصال بين البحيرة والبحر- و الحيوانات البحرية المهددة بالانقراض في مواجهة التغيرات المناخية-مصائد الاسماك الغضروفية في جرجيس الواقع والافاق.
وبينت السيدة رجاء بلشهب مهندسة بقسم الصيد البحري وتربية الاحياء المائية بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية في مداخلتها حول تاريخ صيد الاسفنج والاحصائيات الخاصة به ان الاسفنج يعيش في قاع بحري ذو خصائص ايكولوجية ثابتة وأهمها وجود الطحالب واعشاب البوزودونياوالارصفة في اعماق تتراوح بين 0 و 300 متر ويتواجد الاسفنج خاصة في خليج قابس ( جربة و جرجيس) في اعماق كبيرة تصل الى 60 متر وبجزر قرقنة على السواحل في اعماق قصيرة تتراوح بين 1 الى 5 متر ولا تتجاوز في اغلب الحالات 2 متر ويوجد 15 نوعا من الاسفنج بالمياه التونسية منها اربع انواع تجارية
الاشكاليات
وكغيره يمر قطاع صيد الاسفنج بعدة اشكاليات اشارت اليها بلشهب ومنها السلامة اذ وبالرغم من توفر كل الشروط لسلامة متعاطي الصيد بالغوص الان انه وللاسف تم تسجيل حوادث منذ تعاطي الصيد بالنرجيلة بسواحل جرجيس نتيجة عدم تطبيق واحترام التقيد الصحيح للمدارج اثناء الصعود من الاعماق الكبيرة فضلا عن التغطية الاجتماعية وجبر الاضرار الناجمة عن حوادث الشغل والأضرار المهنية،غياب خطة تسويقية للاسفنج و تواصل تدني اسعار بيع الاسفنج في الاسواق العالمية وغلاء معدات الانتاج و معدات السلامة الضرورية على المتن ( الاداءات المسلطة على تجار الاسفنج) وانعدام التسويق المحلي للمنتوج.
الحلول المقترحة
وخلصت المداخلة الى مواصلة البحث العلمي بالتعاون مع الادارة والمهنة لمتابعة وضعية المخزون وتقييمه لضبط مجهود الصيد وإعداد خطة تسويقية الاسفنج لإيجاد اسواق جديدة للإسفنج والتعريف به من خلال تشريك البحارة في المعارض الدولية والوطنية فضلا عن رسكلة المختصين في الغوص البحري بمركز التكوين المهني في الصيد البحري بجرجيس الى حين دخول مركز التكوين في الغطس والاشغال تحت المائية الراجع بالنظر الى وزارة الدفاع الوطني حيز الاستغلال والتأكيد على مواصلة مراقبة احجام الاسفنج وتحسيس البحارة بضرورة احترام الاحجام القانونية.
وفي سياق حديثه عن ابرز الصعوبات التي تعترض بحارة صيد الاسفنج قال سمير خنيسي مختص في الغوص البحري وعضو بجمعية البحار التنموية البيئية ان عدم تشخيص اسباب تراجع الانتاج وخاصة في السنتين الاخيرتين زاد المسألة تعقيدا، قائلا الارجح وجود فطريات أثّرت على المنتوج وأدّت الى نقصه، رغم ان البحارة اطلقوا ،صيحات فزع للمطالبة بتفعيل دور البحث العلمي لتشخيص أمراض الاسفنج، وإنقاذ هذا المنتوج المطلوب في اليونان وفرنسا وايطاليا والولايات المتحدة ألامريكية، والذي يوجّه كامل منتوجه للتصدير بالعملة الصعبة.وقد تراجع صيد الاسفنج بنسبة 90 بالمائة في2021 وانخفضت الكميات على طول سواحل ولاية مدنين من سنة إلى أخرى بشكل كبير بعد استفحال المرض الفطري ، ولم تتجاوز كمّية الاسفنج التجاري التي وقع جمعها 300 كلغ في سنة 2022، وفي سنة 2023 -10 طن مضيفا ان البحارة طالبوا الادارة بضرورة منع الصيد بسواحل الجهة حتى يستعيد الاسفنج الحجم الطبيعي والقانوني وبالتالي يتم بيعه للسوق اليونانية وقال خنيسي ان طرق الصيد التقليدية اكثر محافظة على ديمومة القطاع اذ تتم عملية الصيد في اعماق قصيرة وغير بعيدة لكنها اليوم لم تعد ملائمة للبحارة .
وسجلت الندوة حضورا نوعيا سواء من محاضرين عن المعهد الوطني لعلوم و تكنولوجيا البحار والمندوبية الجهوية للصيد البحري كل في اختصاصه ساهم في تشخيص الاشكاليات واقتراح حلول بديلة للمحافظة على ديمومة القطاع
متابعة شعلاء المجعي