أجمع النواب الحاضرون في اجتماع كتلة حركة نداء تونس، المنعقد اليوم السبت بمجلس نواب الشعب، على « ضرورة تغيير القيادة الحالية للحركة وبالخصوص مديرها التنفيذي حافظ قايد السبسي »، وفق تصريح النائبة بالكتلة فاطمة المسدي لوكالة تونس افريقيا للأنباء (وات).
وأكدت المسدي « وجود إجماع بين النواب الحاضرين في هذا الاجتماع حول رفض القيادة الانفرادية لحركة نداء تونس، وتحميل قيادته الحالية مسؤولية الأزمة التي يمر بها الحزب في الفترة الأخيرة ».
وأضافت أن النواب المجتمعين دعوا لعقد اجتماع للهيئة السياسية للحزب، التي تتولى بدورها دعوة المكتب التنفيذي الموسع صلب الحركة للاجتماع في أقرب الآجال لاتخاذ القرارات التي تعيد تصحيح مسار الحركة ».
وأفادت المسدي بأن الاجتماع استمر لأكثر من ثلاث ساعات وحضره نحو 20 نائبا، مؤكدة أنه لم يتم الحسم خلاله بشأن إصدار بيان عقب الاجتماع، إذ اقترح عدد من النواب إصدار هذا البيان اثر الحوار الإعلامي المنتظر، الذي يعتزم الرئيس الباجي قايد السبسي اجراءه في مستهل الأسبوع القادم.
من جانب آخر، حملت المسدي مسؤولية الاستقالات، التي شهدتها كتلة نداء تونس في الآونة الاخيرة، الى رئيس الكتلة سفيان طوبال، الذي قالت إنه « المسؤول عن وحدة صف الكتلة « .
وقد تتالت الاستقالات صلب كتلة نداء تونس وهياكلها الجهوية والمحلية، نهاية الأسبوع، لتشمل أمس الجمعة 4 نواب جدد (اسماعيل بن محمود ولطفي علي وعبير عبدلي وسناء الصالحي)، لينضافوا الى التسعة نواب الذين استقالوا في مستهل شهر سبتمبر الجاري والذين التحق 8 منهم بكتلة « الائتلاف الوطني » القريبة من رئيس الحكومة يوسف الشاهد.
كما شملت الاستقالات، التنسيقية الجهوية لحركة نداء تونس ببن عروس، التي أعلنت تكوين تنسيقيات « الائتلاف الوطني » والتي « تهدف الى الدفاع عن الاستقرار السياسي والحكومي وتتقاسم الأهداف ذاتها مع الكتلة البرلمانية الجديدة التي تحمل نفس التسمية ».
كما نشر ممثلوا الهياكل المحلية والمستشارون البلديون للحزب بسليانة نص استقالتهم الجماعية من هياكل الحزب .
وصدر عن اجتماع انعقد السبت بقصر هلال وحضره عدد من نواب الحزب عن دائرة المنستير والمستشارون الجهويون والمحليون للحزب، بيان حمل المدير التنفيذي حافظ قائد السبسي ورئيس الكتلة سفيان طوبال تردي الأوضاع داخل الحزب، واصفا موقف الحزب بخصوص حكومة يوسف الشاهد بـ »غير الحكيم ».
ونشر المنسق الجهوي لنداء تونس في ولاية بنزرت منذر بيرم بيانا منسوبا لـ 3 مستشرين بلديين بالجهة، أكدوا فيه « رفضهم لقرار تجميد رئيس الحكومة يوسف الشاهد ».
وكانت الهيئة السياسية لنداء تونس أعلنت يوم 14 سبتمبر الجاري تجميد عضوية يوسف الشاهد (رئيس الحكومة) ورئيس ما يعرف بلجنة الــ 13 التي أقرها الرئيس الباجي قايد السبسي وأفضت الى عقد مؤتمر الحزب بسوسة في جانفي 2016 التي انبثقت عنه القيادة الحالية للحزب.
ويمر الحزب الفائز في انتخابات 2014 في التشريعية والرئاسية والمتحصل على المرتبة الثالثة في الانتخابات البلدية الأخيرة، بأزمة سياسية، هي الأعمق بعد أزمة خريف 2015، عندما انسلخ عن الحزب أكثر من 30 نائبا بالبرلمان والأمين العام السابق للحزب محسن مرزوق وهياكل بأسرها كونت حركة مشروع تونس.
وتفاقمت أزمة الحزب إثر اصرار القيادة الحالية للحزب على الاطاحة بحكومة يوسف الشاهد، وبعد مهاجمة يوسف الشاهد لمدير الحركة التنفيذي، في كلمة ألقاها في شهر ماي المنقضي، والتي حمله فيها تردي الاوضاع داخل الحزب وتصدير أزمته الى مؤسسات الدولة.
وفي علاقة بالأزمة التي يعيشها نداء تونس وما تشهده البلاد من ترد للأوضاع في ظل تفاقم الأزمة السياسية، ينتظر أن يدلي رئيس الجمهورية والرئيس المؤسس لحركة نداء تونس، الباجي قايد السبسي بحوار اعلامي بداية الأسبوع القادم.