اختارت تونس « مزايا النشاط البدني في الوقاية من السرطان »، موضوعا للاحتفال هذه السنة باليوم العالمي لمكافحة السرطان الموافق ليوم 4 فيفري من كل سنة، وذلك للتأكيد على الدور الهام للنشاط البدني في الحد من الاصابة من السرطانات.
ويحد النشاط البدني من خطر الإصابة بالسرطان بنسبة تصل إلى 50 بالمائة في بعض الحالات، وفق ما أفاد به رئيس وحدة الأمراض غير السارية بإدارة الرعاية الصحية الأساسية بوزارة الصحة فيصل السماعلي في تصريح لـ « وات »، مشيرا إلى أن عدة دراسات علمية أثبتت ان الرياضة تقي من خطر الإصابة بسرطان القولون بنسبة تتراوح بين 40 و50 بالمائة ومن سرطان بطانة الرحم عند المرأة بنسبة 30 بالمائة ومن سرطان الثدي بنسبة 25 بالمائة.
وأوضح السماعلي أن المقصود بالنشاط البدني هو المشي السريع لمدة تتراوح بين نصف ساعة وساعة يوميا وقضاء شؤون الحياة اليومية دون استعمال وسائل النقل، معتبرا أن عزوف ثلثي التونسيين عن ممارسة الرياضة نظرا لضعف الإمكانيات المادية أو ضيق الوقت، مجرد تعلات لان الأمر لا يتطلب بالضرورة تكبد عناء الذهاب إلى قاعات الرياضة.
ولفت إلى أن نصف التونسيين الذين لا يمارسون نشاطا بدنيا يعانون من السمنة وفق نتائج المسح الوطني لوزارة الصحة لسنة 2016، في حين أن عديد الدراسات العلمية الحديثة أثبتت أن السمنة المنجرة غالبا عن الركود البدني والتغذية غير السليمة، تشكل عامل اختطار للإصابة بالسرطان.
كما تساهم ممارسة النشاط البدني بشكل فعال في الحد من الآثار الجانبية للعلاج الكميائي لدى المتعافين من مرض السرطان، وفق السماعلي، حيث تمكن من ترميم ألياف العضلات وتقيهم من الإصابة بالهزال وتساعدهم على التخلص من الإرهاق الناتج عن العلاج الكميائي بنسبة تصل الى 40 بالمائة، فضلا عن فاعليتها في الحد من الضغط النفسي وبالتالي إعادة الاندماج في المجتمع والخروج من العزلة.
وتتيح ممارسة النشاط البدني بانتظام الحفاظ على وزن معتدل للجسم وتحفيز جميع أعضائه وتنشيط عملية الهضم، فيحول الغذاء إلى طاقة كما أنها تؤثر إيجابا على الجهاز العصبي وعلى تحسين الحالة النفسية للإنسان مما يساهم في الرفع من فاعلية جهاز المناعة.
أضاف رئيس وحدة الأمراض غير السارية ان النشاط البدني من شأنه أن يقي من عدة أمراض خطيرة أخرى وهو ما دفع بوزارة الصحة الى اطلاق الإستراتجية الوطنية متعددة القطاعات للوقاية ومراقبة الأمراض غير السارية (2018 -2025) التي تتمحور حول عدة أهداف تتعلق بالخصوص بالوقاية والتشجيع على نمط عيش صحي وتحسين حكامة الأمراض غير السارية وملاحظة وتقييم هذه الأمراض وعوامل الاختطار المرتبطة بها.
يشار إلى وزارة الصحة تنظم بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة السرطان تظاهرة لممارسة النشاط البدني مفتوحة للجميع وذلك يوم 9 فيفري القادم بداية من الساعة التاسعة صباحا بمنتزه النحلي بولاية اريانة، فضلا عن إطلاق حملة إعلامية بمختلف وسائل الإعلام الوطنية تهدف إلى التحفيز على ممارسة الرياضة وإعداد معلقة تثقيفية حول الموضوع ذاته تحت شعار « مزايا النشاط البدني في الوقاية من السرطان ».
كما تقوم وزارة الصحة بالمناسبة بمراسلة الجهات لإعداد برامج احتفالية في الغرض تتضمن أنشطة محلية وجهوية تحث على ممارسة النشاط البدني.