احتفالا باليوم العالمي للطفولة الذي تحييه المجموعة الدولية في مثل هذا اليوم من كل سنة، نظمت اليوم الاربعاء الادارة العامة للامن والحرس الوطنيين بالتعاون مع برنامج الامم المتحدة الانمائي بجزيرة جربة يوما تحسيسيا للتعريف بحملة اطلقوها حول العنف المسلط على الطفل بالوسط المدرسي، والعنف الرقمي بالفضاء الافتراضي ،والعنف الاسري والعنف المروري وبمخاطر هذه الاشكال من العنف وانعكاساتها النفسية والاجتماعية والاقتصادية.
وانطلقت فعاليات اليوم التحسيسي بنشاط تفاعلي ميداني مع التلاميذ بمؤسستين تربويتين بجربة ميدون بالشراكة بين وزارتي الداخلية والتربية وبرنامج الامم المتحدة الانمائي تخلله توزيع منشورات وتبادل معلومات وشرح لقواعد الحماية الاساسية للطفل.
وافاد رئيس مشروع اصلاح قطاع الامن في تونس لدى برنامج الامم المتحدة الانمائي، ميلاد عاشور ان تنظيم هذا اليوم التحسيسي يهدف اساسا الى تعزيز جهود وزارة الداخلية والشركاء الاساسيين ومكونات المجتمع المدني في الحد من العنف ضد الاطفال ومكافحته ،والرفع من مستوى الوعي لدى الاطفال والاولياء والمهنيين في مجال التعليم ووسائل الاعلام حول التحديات والاثار السلبية للعنف المسلط على الطفل
واكد عاشور في هذ السياق ،اهمية صياغة توصيات لنهج مجتمعي مشترك بهدف منع العنف الذي يتعرض له الطفل في كل الاوساط والعيش بسلام في مجتمع امن خال من جميع مظاهر العنف المتفشي ما يمثله من خطر على الطفل وعلى تونس في المستقبل في شتى المناحي ، الاقتصادية منها ،والاجتماعية والتنموية ،مؤكدا مواصلة الجهود لتحسيس كل القوى الفاعلة من تلاميذ واولياء وادارات وامنيين ومجتمع مدني بخطورة العنف بكل تمظهراته ،وترجمة مختلف التوصيات المنبثقة عن ورشة العمل في اعمال المجالس المحلية للامن المجتمعي المتواجدة بكل معتمديات ولاية مدنين ،وبلورة مخططات عمل للوقاية والتحسيس في الغرض.
واثث اليوم التحسيسي ورشة عمل جمعت بين النظري والميداني في التعريف بعمل المؤسسة الامنية في مكافحة العنف ،ومبادراتها التحسيسية بخصوص مخاطر واثار العنف المسلط على الطفل سواء منه بالوسط المدرسي او الاسري ،او عبر الفضاء الافتراضي
وفي جانب علمي ونظري، قدمت هذه الورشة معطيات دقيقة عرفت بانواع العنف المسلط على الطفل ،وسلطت الضوء على العنف المدرسي كسلوك عدواني موجه نحو احد منتسبي المؤسسات التعليمية ، حيث استعرض رئيس مصلحة بادارة الشرطة العدلية، احمد الحجري مؤشرات احصائية خاصة بالعنف المدرسي على المستوى الوطني ابرزت تنامي الظاهرة من سنة الى اخرى، ليرتفع عدد الاطفال المتضررين من العنف بالوسط المدرسي من 1982 سنة 2021 الى 2212 سنة 2022 .
ومن جهته ،ابرز رئيس مصلحة بوحدة السلامة المعلوماتية بالادارة العامة للامن الوطني ،اشرف بن قوتة ان العنف الافتراضي يمثل خطرا على الاطفال سواء على صحته النفسية او السلوكية، مشيرا الى انواع المخاطر على الفضاء الافتراضي من ترهيب وجوسسة واحتيال وابتزاز وفضح للمعطيات الشخصية وغيرها من المخاطر الاخرى الناجمة عن الجيل الجديد من الانترنات التفاعلي حسب قوله.
وبعدعرض مفصل بالارقام عن عدد مستخدمي الانترنات في تونس ،وتوزيع المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي واليوتوب والتيك توك والانستاغرام وغيرها ومدى اقبال الاطفال على التيك توك ،قدم عديد التوصيات للحد من ظاهرة العنف في الفضاء الافتراضي المسلط على الطفل التي شدد على انها مسؤولية مشتركة
وبخصوص العنف المسلط على الطفل بالوسط الاسري، والمقاربة النفسية والاجتماعية لهذه الظاهرة وواقع التعهد الامني ورهاناته، اكد النقيب حسام قعيدة رئيس مصلحة الدراسات والاحصاء بالادارة العامة للحرس الوطني وجود عوامل نفسية داخلية تؤثر على سلوك الفرد ،وعوامل داخلية محفزة لسلوكيات العنف الاسري، الى جانب وجود عوامل بيئية خارجية تؤثر على حدوث العنف الاسري ،وتاثيرات ثقافية تلعب دورا في تبرير العنف او قبوله.