يحتضن مركز الصحة الاساسية ابن عرفة في غمراسن من ولاية تطاوين منذ أمس الخميس وعلى مدى ثلاثة ايّام ورشة عمل
خاصة بالتحقّق من الطرق الجديدة لعلاج المرض الجلدي « اللّشمانيا » يشرف عليها الأستاذ مراد مقني رئيس قسم الأمراض الجلدية بمستشفى الرابطة في العاصمة
وبحضور المنسّق الوطني للمنظمة العالمية للصحة في ليبيا وأربعة أطباء من مركز مكافحة الأمراض بطرابلس ليبيا وطبيبين من الادارة الجهوية للصحة في قبلي،
وفق ما ذكره اليوم رئيس مصلحة الصحة الأساسية بالإدارة الجهوية للصحة الدكتور عمر بوعون لمراسل (وات).
وأوضح نفس المصدر أن هذه الورشة تعكس الاهتمام لالتأثيرات العميقة لهذا المرض الذي انتشر في السنوات الماضية في الولاية وخاصة في معتمديات ذهيبة
ورمادة وغمراسن ، مضيفا أن هذا المرض قديم في الجهة ومكلف من حيث الأدوية لان إقامة المصاب غالبا ما تكون ضرورية بالمستشفى فضلا عن ارتفاع
عدد المصابين به الذي بلغ ألف مصاب في العام الماضي من ذلك معتمدية ذهيبة التي سجّلت إصابة مائة وثلاثين مواطنا خلال شهر ونصف فيما يتراوح المعدل
السنوي بين ستين وسبعين إصابة.
وأكّد بوعون أن هذا المرض لا يشكل خطورة على الإنسان وينتقل من بعض القوارض التي تعتبر خزانا له عبر الناموس الى الإنسان ومعهد باستور بصدد إعداد
دراسة خاصة حول خزان هذا المرض بالتعاون مع الجهة لتطوير المعطيات حوله ومزيد البحث عن أفضل السبل لحماية الإنسان منه.
وقال بخصوص الطرق الجديدة لعلاجه بأقل التكاليف ان الجهة تحصلت مؤخرا على جهاز يعمل بالحرارة (thermotherapie ) وهو الوحيد في الجهة بعد ان كانت
تعتمد على جهازين للعلاج بالازوط السائل ( cryothérapie ) وقد تم اقتناء جهازين منه والثالث سيتمّ توفيره قريبا.
من ناحيته ذكر عبد العزيز الحلافي ممثل المنظمة العالمية للصحة في ليبيا أن الوضع مشابه في ليبيا لتوفر نفس العوامل والمناخات، مبرزا توفر الكفاءات والخبرات
العالية والتجهيزات المتطورة في هذه الورشة من ذلك جهاز العلاج بالحرارة الذي لم يتوفر في ليبيا الى حد الان، وقال إن هذه الفرصة التي اتيحت له ولزملائه بمركز
مكافحة الأمراض بطرابلس والذي يعتبر المرجع في ليبيا من شانها توثيق التعاون اكثر مشيرا الى ان الجانب الوقائي الذي يبقى الهدف الأفضل لمكافحة مثل هذه
الأمراض المنقولة بالتعاون مع كل الأطراف المعنية بالبيئة والفلاحة في البلدين على حدّ رأيه.