تسجل تونس يوميا أربعين حالة جديدة لمرض السرطان، أي نحو 18 ألف حالة جديدة في السنة، مع توقعات بأن يرتفع عدد المصابين بهذا المرض في غضون سنة 2024 إلى 24 الف حالة جديدة، بحسب ما صرح به الدكتور فرحات بن عياد أول طبيب في المغرب العربي في اختصاص علم الأورام ومؤسس الجمعية التونسية لمكافحة السرطان على هامش الايام الطبية التونسية الفرنسية التي انتظمت اليوم الجمعة بجزيرة جربة .
واعتبر بن عياد أن الوضع مفزع في ظل نقص مراكز التشخيص ومراكز العلاج ونقص الدواء وارتفاع كلفة العلاج وخاصة في القطاع الخاص وهو ما يستوجب من الدولة الانتباه والاهتمام بهذا المرض بالتحسيس للوقاية منه وتوفير امكانيات العلاج بالجراحة المختصة وبالأشعة المختصة والعلاج الكيميائي، قائلا إن المستقبل أصعب، وهو ما يستوجب تحركا جادا للدولة لتوفير الحاجيات والامكانيات الضرورية لمكافحة هذا المرض والتوقي منه.
وبين بن عياد أن تغير النظام والنمط الغذائي من خلال الاقبال على اللحوم والخبز والسكر والمشروبات الغازية تسبب في استفحال هذا المرض، مشيرا الى ضرورة تحسين امكانيات منظومة الصحة العمومية وتحسين خدماتها الصحية وتجهيزاتها من اجل التحكم في عدة أمراض وتوفير حظوظ اوفر للمواطن للعلاج والتداوي وخاصة منها الأمراض المزمنة كأمراض القلب والشرايين التي تعتبر اكبر سبب في الوفايات والسرطان ثاني أسباب الوفاة في تونس، حسب قوله.
وتنتظم هذه الايام العلمية التي ادركت دورتها العشرون احتفاء ووفاء للأستاذ، جون لويس اميال، وهو أكبر مختص في علم الأورام بفرنسا وخاصة منها العلاج الكيميائي، حيث كان الاول في مجاله وله إسهامات كبرى في هذا الاختصاص وتكون على يديه اساتذة كبار ومنهم فرحات بن عياد مؤسس الجمعية التونسية لمكافحة السرطان، التي دأبت على تنظيم التظاهرة التونسية الفرنسية، التي شارك فيها ثلة من المختصين في أمراض السرطان من تونس وفرنسا.
ومثلت هذه التظاهرة مناسبة لتقديم اخر البحوث بشأن مرض السرطان وتبادل التجارب والخبرات بما يثري الزاد المعرفي للأطباء ويطور طرق التعامل مع هذا المرض. وفي هذا السياق عرض طبيب فرنسي بيير بوار Pierre Bayer رئيس مشروع كادوغ بمؤسسة كوري بباريس هذا المشروع كبرنامج بحث يعمل على تربية الكلاب لتشخيص او كشف مرض سرطان الثدي، حيث توصل البرنامج الذي انطلق منذ ثلاث سنوات من خلال تجربة مع ثلاثة كلاب الى نجاح التجربة بنسبة تسعين بالمائة وهو ما شجع فريق البحث على مواصلة العمل على دراسة سريرية ستنطلق في شهر أكتوبر 2019 بفرنسا، وفق هذا الطبيب .
واضاف ان فرق عمل اخرى تبحث في نفس هذا المجال المتعلق بكشف وتشخيص السرطان بواسطة الكلاب تهم سرطان البويضات والبروستات والرئة على ان تجتمع هذه الفرق نهاية السنة لتبادل التجارب وتقييمها والتنسيق للتقدم اكثر في هذا المجال، حسب قوله.
وأكد الاطباء نجاعة وجدوى هذه التظاهرة وثراء محاضراتها العلمية التي أتاحت الفرصة لهم للاطلاع على احدث البحوث والاكتشافات في مجال السرطان وتبادل الخبرات وتنمية المعارف بما يساهم في تحسن مردودية وآداء الطبيب وخاصة تجاه أمراض السرطان، وفق الطبيب صادق المدب من نابل .
من جهتها أوضحت الطبيبة زينب بالخيرية (مختصة في أشعة الثدي والنساء) الحاجة المتواصلة لمواكبة التطورات الحاصلة في مجال التعاطي مع مرض السرطان الذي يتضاعف عدد المصابين به من سنة الى اخرى، معتبرة ان تونس في مراتب هامة في معالجة هذا المرض خاصة وأنها تتقارب مع المدرسة الفرنسية، غير انه يستوجب تعميق البحث ومواصلة مواكبة التطورات والمستجدات رغم ما يتطلبه ذلك من امكانيات وخاصة في مجال البحوث، حسب قولها .
وتضطلع الجمعية التونسية لمكافحة السرطان بدور هام في التثقيف الصحي للمواطن وللطلبة وبتنظيم مثل هذه التظاهرات تساهم في إطلاع الاطباء على آخر المستجدات العلمية لتحسين مهاراتهم وقدراتهم المعرفية الى جانب دورها الاجتماعي والانساني في الإحاطة بمرضى السرطان والتكفل بإقامتهم وتنقلهم وأكلهم، وخاصة من الوافدين على تونس العاصمة للتداوي من جهات اخرى وذلك من خلال فضاء الدار الذي يستقطب سنويا نحو 1200 مريض بإمكانياتها الذاتية .
وسيقوم فريق من الاطباء الى جانب هذا النشاط العلمي بعيادات مجانية من خلال قافلة طبية ستزور يوم غد السبت منطقة « صدغيان » ويوم الأحد « جربة اجيم « .