انطلقت وزارة الشؤون الثقافية وتحديدا ادارة الآداب في اعتماد استراتيجية جديدة للترويج للمؤلفات التونسية لدى مختلف المؤسسات الثقافية والهياكل الاعلامية والاتصالية حتى تصل الى القارئ اينما كان حيث تم وبصفة مبدئية وضع خطة للتعريف بالروايات الفائزة بجائزة الكومار الذهبي لسنة 2021 والبحث عن السبل الكفيلة لوضعها على محامل صوتية لفائدة المكفوفين وضعاف البصر.
وقد انتظمت امس الاربعاء بالمناسبة جلسة عمل بفضاء بيت الرواية بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي بالعاصمة تم خلالها تدارس واقع الكتاب التونسي وسبل الترويج له لدى الجمهورالعريض بمختلف مشاربه وانتماءاته الاجتماعية والفكرية انطلاقا من الروايات الست المتوجة بجائزة الكومار الذهبي لبحث امكانيات التعريف بها والترويج لمضامينها وطروحاتها المختلفة بحضورعدد من الناشرين والاعلاميين والجمعيات والهياكل الثقافية العمومية والخاصة الى جانب بعض القائمين على تنظيم جوائز الكومار الذهبي.
وكان المدير العام للكتاب بوزارة الشؤون الثقافية كمال البشيني قد اكد في كلمته على » ضرورة البحث عن فرص جديدة ومبتكرة للتعريف بالكتاب التونسي لاسيما الروايات والترويج لها لدى العموم دعما للمجالات الثقافية بصفة عامة وخاصة مجال الكتاب ونشره « .
واعتبر البشيني ان « الوقت قد حان لايجاد اليات مغايرة للسائد كفيلة بتطوير قطاع النشر في تونس وتعزيز مكانة الكتاب والمؤلفين بالاوساط الثقافية والمدرسية والمهنية والشبابية بما يساهم في نحت جيل من القراء قادرعلى التغيير الايجابي في كل المجالات والمواقع وفق رؤية واضحة للمستقبل قائمة على ثوابت مجتمعية وقيم اخلاقية واصلاحية. »
ودعا البشيني في هذا الصدد كافة المتدخلين الى « التفكير في انجع السبل لايصال المؤلفات التونسية والترويج للروايات والدواوين الشعرية في اطار ما تتطلبه المرحلة الحالية من انفتاح على السوق العالمية في مجال بيع الكتاب والترويج له لاسيما مع تنامي سوق الكتب المسموعة والمؤلفات الصوتية الى جانب تثمين الكتاب الورقي المحلي عبر تشجيع المبادرات العمومية والخاصة » مثمنا بالمناسبة مبادرة مؤسسة « كومار » التي اقرت تقليدا منذ نحو 25 سنة لتشجيع الروايات التونسية باسنادها لجائزة الكومارالذهبي لافضل الانتاجات الادبية باللغتين العربية والفرنسية.
من جهته عبر المدير العام المساعد ل »كومار » لطفي بلحاج قاسم عن « استعداد المؤسسة لدعم اية مبادرة لوزارة الشؤون الثقافية تهدف الى التعريف بالروايات التونسية المتوجة والترويج لها في مختلف الاوساط الثقافية والاعلامية وخاصة المساعدة على تحويلها الى محامل صوتية موجهة لفاقدي وضعاف البصر كخطوة اولى في اتجاه دعم الكتب الصوتية باعتبارها من المجالات الثقافية الواعدة في ظل المتغيرات العلمية والثقافية والاقتصادية الحاصلة وطنيا ودوليا خصوصا مع انتشار التكنولوجيات الحديثة وتنامي استعمالاتها » .
واعتبر بلحاج قاسم في ذات السياق ان « الجانب الاجتماعي والثقافي لاي مؤسسة اقتصادية يساعد بالضرورة على تنمية الحس المواطني مثلما يعزز ثقافة الانتماء والتواصل بين مختلف الفئات » معتبرا ان « الكتاب جزء لا يتجزأ من الثقافة الجماهيرية وعنوان بارز للهوية الوطنية والشعور بالانتماء في عالم تسيطر عليه المنظومات الاتصالية المتشابكة ذات اهداف ومقاصد مختلفة قادرة في اي لحظة على طمس الشخصية الوطنية للشعوب وتجعل من قضية الهوية والثقافة وسيلة ضغط عليها عوض ان تكون عنصر ثراء وتنوع ».
هذا وتم الاتفاق خلال جلسة العمل على السعي لتوزيع الروايات الفائزة بجوائز كومار الذهبي بالمكتبات والمؤسسات الثقافية بمختلف جهات البلاد للتعريف بها ونشرها لدى اكبر عدد ممكن من القراء الى جانب البحث مع جمعية « ابصار لثقافة وترفيه ذوي الاعاقة البصرية » في السبل الكفيلة بتحويلها الى محامل صوتية باعتماد الذكاء الاصطناعي في مرحلة اولى الذي يمكن من تطوير تقنيات تحويل النص الى كلام مثل التسجيلات الصوتية الطبيعية فضلا عن تعميق النظر في امكانيات تحويل بعض الكتب التونسية الى كتب صوتية بالتعاون مع دور النشر التونسية التي انطلق بعضها في تجربة الكتاب المسموع باستعمال احدث التقنيات .
ويشار الى اسناد مؤسسة كومار لجوائزها السنوية لافضل الروايات التونسية باللغتين العربية والفرنسية لسنة 2021 خلال حفل انتظم يوم 04 سبتمبر الجاري حيث تحصلت على الكومار الذهبي كل من رواية « قيامة الحشاشين » للهادي التيمومي
لسفيان بن فرحات « le chat et le scalpel » ورواية
في حين تم اسناد جائزة الاكتشاف لرواية « كوابيس الجنة » لفؤاد خليفة شابير وجائزة لجنة التحكيم لرواية « تانيتا » لعبد القادر اللطيفي الى جانب روايات اخرى باللغة الفرنسية وفق تصنيفات لجنة التحكيم