يشارك نحو 500 باحث ورجل فكر وثقافة وشباب، بداية من اليوم الأحد في أعمال « مؤتمر التجديد الفكري العربي الأول »، الذي ينظمه المعهد العالمي للتجديد العربي، بالتعاون مع منظمة « تونيفيزيون »، إلى غاية 10 نوفمبر بالمحطة السياحية « ياسمي »،ن تحت شعار « التجديد العربي.. مشروع لفكر عربي حديث ».
وأشار رئيس منظمة « تونيفيزيون »، نزار الشعري، في تصريح ل »وات »، إلى أن المؤتمر سيسعى إلى تعميق الحوار حول الأفكار والمقاربات والحلول الجديدة لرفع التحديات التي تواجهها البلدان العربية، قائلا « إن المؤتمر يأتي تلبية للحاجة الملحة إلى تجديد الفكر العربي، وإلى التطوير التفكير الإبداعي في مختلف القضايا التي تهم البلدان العربية، سواء كانت علمية أدبية سياسية أو ثقافية او اجتماعية أو اقتصادية ».
وأفاد بأن المؤتمر سيتواصل في شكل جلسات علمية سيشرف عليها أساتذة جامعيون، منطلقها محاضرات وورقات بحثية ومداخلات لرجال فكر عرب في قضايا مختلفة وذات أولوية، وفي إطار 6 ورشات علمية يومية.
وأوضح الشعري أنه سيقع، بالتوازي مع المؤتمر، تنظيم « ملتقى الشباب العربي »، من منطلق « الإيمان بأنه لا إمكانية للتجديد دون مشاركة الشباب »، مبينا أن المؤتمر سيكون فضاء لاقتراح الأفكار والحلول أو ما يعرف « بالعصف الذهني »، والتي ستكون متاحة في إطار مخرجات التظاهرة التي ستصدر في النشرية الشهرية للمعهد العالمي للتجديد العربي وفي كتابه النصف سنوي، والتي يمكن أن يستأنس بها أصحاب القرار ورجال الاقتصاد والثقافة.
وزيرة المرأة » لا يمكن الحديث عن تجديد فكري عربي دون مرأة فاعلة اجتماعيا »
وقالت وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن، آمال موسى بلحاج، التي حضرت افتتاح المؤتمر، في تصريح ل »وات »، إنه « لا يمكن الحديث عن تجديد فكري عربي دون أن تكون المرأة فاعلا اجتماعيا »، مؤكدة ضرورة « استثمار الرأسمال النسائي ليبدع في تحقيق فعل اجتماعي أكثر قوة وأكثر عمقا، وحتى تستفيد المجتمعات العربية من مساهمات نصف مجتمعاتها، الذي تمثله المرأة ».
واعتبرت أن من أسباب « تكلس المجتمعات العربية، هو تغييب المرأة وعدم فسح المجال أمامها لترتقي إلى مستوى الفاعل الاجتماعي، وخاصة في ظل معاناتها من التهميش على المستوى القطاعي أو على مستوى المشاركة في الحياة العامة » مبينة أن المجتمعات العربية في حاجة إلى تدخل المرأة حتى تشارك الرجل في صنع الحلول وفي صنع التقدم في هذه المجتمعات بشكل عام.
ولاحظت آمال موسى بلحاج أن « تجديد الفكر العربي بات ضرورة ملحة للمجتمعات العربية، لا سيما في ظل عديد التحديات والمشكلات الهامة من توترات ومعضلات وظواهر اجتماعية مستجدة، لاقتراح الحلول »، مبرزة ضرورة « وضع المقاربات السابقة في التعاطي مع قضايا الشباب والعنف ضد المراة أو انتهاك حقوق الطفل أو الطفولة المهددة، تحت المجهر والتحليل، بعد أن بينت هذه المقاربات محدودية نجاعتها ومحدودية نتائجها »، بما يؤكد، وفق تقديرها، الحاجة إلى مقاربات جديدة في التعاطي مع المستجدات ومع الواقع العربي الجديد.
وأشارت، من جهة أخرى، إلى أن التصدي لكل أشكال التهديدات التي تتعرض لها الطفولة في تونس، هي من أبرز اولويات عمل الوزارة، مذكرة بأن الوزارة أغلقت بعد عديد الفضاءات العشوائية التي تستقبل أطفالا.
وكشفت أن الوزارة أنجزت مسحا شاملا للفضاءات العشوائية في تونس، بين أن عددها يفوق 600 فضاء عشوائي بمختلف الولايات، مبرزة ان العمل لن يتوقف عند الغلق بل إنه سيقوم على حماية الطفولة وإيجاد حلول لاحتضانها، خاصة في المناطق التي تفتقد للفضاءات القانونية، مع العمل على العودة التدريجية لرياض الأطفال البلدية وبعديد الاجراءات الأخرى التي سيعلن عنها يوم 20 نوفمبر بمناسبة اليوم العالمي للطفولة.