بلغ عدد المتعايشين مع فيروس نقص المناعة المكتسبة « السيدا » سنة 2020 في تونس حوالي 4500 مصاب، منهم 51 بالمائة فقط يعلمون باصابتهم بهذا المرض، وفق ما كشفه اليوم الاربعاء منسق البرنامج الوطني لمكافحة السيدا بإدارة الرعاية الصحية الاساسية بوزارة الصحة، سمير مقراني.
وأكد مقراني، خلال ندوة علمية بعنوان « انهاء عدم المساواة، القضاء على السيدا، القضاء على الجوائح »، نظمتها ادارة الرعاية الصحية الاساسية بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة السيدا الموافق ليوم 1 ديسمبر من كل سنة، عدم توفر اي معطيات عن نحو نصف الحاملين لفيروس السيدا في تونس الذين لا يعرفون انهم مصابون أو لم يصرحوا باصابتهم لدى المصالح الطبية، مما يجعل مآل اصابتهم مجهولا ويعرض بقية أفراد المجتمع لخطر العدوى بهذا الفيروس.
وتقدر نسبة انتشار فيروس نقص المناعة المكتسبة في تونس ب 0,1 بالمائة، وهي نسبة ضعيفة مقارنة ببقية دول العالم حسب تقدير منسق البرنامج الوطني لمكافحة السيدا، الذي نبه في المقابل من أن الخطر يكمن في عدم توفر معلومات حول اصابة عديد المرضى مما يعرض المحيطين بهم الى خطر الاصابة بالفيروس، الامر الذي يسبب عدم القدرة على تطويق انتشاره.
ويتلقى العلاج الثلاثي المجاني 32 بالمائة فقط من المتعايشين مع فيروس السيدا أي حوالي 1400 حالة منهم 43 طفلا خلال سنة 2020 التي سجلت 198 حالة جديدة منها 7 حالات للاطفال.
وأشار المتحدث الى أن الوصم والتمييز مثلا عائقا أمام الاقبال على العلاج في المراكز الاربع المتوفرة بمختلف أنحاء الجمهورية، مذكرا بدراسة أعدتها منظمة الامم المتحدة للطفولة « اليونيسيف » سنة 2018 أظهرت أن أكثر من 60 بالمائة من المستجوبين أبلغوا عن تعرضهم لحالات تمييزية في محيطهم بسبب اصابتهم بالفيروس.
وقال إن « تونس تهدف بحلول سنة 2025 الى الحد من الاصابات الجديدة بنسبة 50 بالمائة وتقليص الوفايات بـ 70 بالمائة وانهاء الوصم والتمييز وتعزيز المكاسب في مجال حقوق الانسان وتطويرها للفئات الهشة والتقصي بصفة واسعة ومزيد التحسيس والوصول الى خدمات العلاج الشامل ».
وفي سياق متصل، أشار الى أن تونس تتبنى المخطط الاستراتيجي 2018-2022 الذي يقوم على الاهداف العالمية 90-90-90 (90 بالمائة من المتعايشين مع فيروس نقص المناعة المكتسبة و90 بالمائة من الاشخاص الذين تم تشخيصهم سيتلقون العلاج المضاد للفيروس و90 بالمائة لا يمكن الكشف الحمل الفيروسي).
وفي ما يتعلق بالميزانية المخصصة لمكافحة السيدا في سنة 2021، أفاد المقراني، وكالة تونس افريقيا للانباء، أن قيمتها تبلغ 3,6 مليون دينار وهي موجهة في مجملها للادوية والكواشف وغيرها من المستلزمات العلاجية، اضافة الى دعم البرنامج الوطني لمكافحة السيدا عبر تمويلات اجنبية اخرى لترتفع القيمة الجملية الى 5,5 مليون دينار هذه السنة.
واعتبر أن الكلفة المرصودة « باهظة » نظرا لان الخدمات العلاجية المقدمة مجانية لجميع المصابين بالسيدا، مضيفا أن تونس تسعى الى اعتماد دواء جديد ذي كلفة منخفضة ونجاعة عالية لعلاج السيدا في سنة 2022.
ومن جهتها، أعلنت ممثلة منظمة الامم المتحدة في تونس، جمانة هرمز، في تصريح اعلامي، أن شهر ديسمبر الجاري سيكون شهر الاختبارات للكشف عن فيروس السيدا، مبرزة أن سنة 2020 شهدت انخفاضا في الاختبارات للتقصي بحوالي الثلث مقارنة بسنة 2019 بسبب جائحة كورونا.
واعتبرت أن اقليم شرق المتوسط يعاني من نقص اتاحة الخدمات للمرضى في علاقة بالوصم والتمييز والقوانين التي تتيح الخدمات.
ومن ناحيته، أضاف مدير مكتب تونس لبرنامج الامم المتحدة المشترك لمكافحة السيدا، لسعد صوه، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء، أن الوضع المتعلق بالسيدا في شمال افريقيا والشرق الاوسط يسجا تناميا ملحوظ للمرض بسبب الوصم والتمييز والبيئة القانونية التي تعاقب الفئات الاكثر عرضة للاصابة (تعاطي المخدرات).
وأكد أنه اذا ما تم القضاء على التمييز فانه سيتم حتما القضاء على السيدا والجوائح.
وللاشارة فان فيروس نقص المناعة المكتسبة هو مرض يصيب الجهاز المناعي ويسببه فيروس « HIV » وتؤدي الاصابة به الى التقليل من فاعلية الجهاز المناعي بشكل تدريجي وينتقل عبر الدم والعلاقات الجنسية غير المحمية وتصل فترة حضانته الى سنوات وبالتقصي والعلاج يمكن ايقاف تكاثره وانتقاله.