أصبح التونسيون يثقون أكثر أكثر في العلامات المحليّة على حساب العلامات التجارية الدوليّة، بحسب ما أظهرته نتائج النسخة التاسعة من بارومتر الفرنشايز 2025، نشرته منصّة الفرنشايز في تونس WeFranchiz، المخصّصة للتشبيك بين أصحاب العلامات وأصحاب استغلال العلامات تحت التسمية الأصليّة في تونس.
وأبرزت النتائج ذاتها، تحسّن مكانة الاستغلال تحت التسمية الاصليّة (الفرنشايز)، بنسبة 300 بالمائة خلال السنوات التسع الأخيرة. وتضاعفت المعرفة بمفهوم الفرنشايز بثلاث مرّات، بمعدل نمو سنوي قدّر ب15 بالمائة بين عامي 2016 و2025.
ولم يعد روّاد الأعمال والمستثمرون التونسيون، يعتبرون العلامات التجارية الأجنبية ضمانا حتميا للنجاح. ويرى في الواقع، أقل من 1 بالمائة، فقط، أنّها تشكل عقبة تنافسية، بينما يزداد عدد المستثمرين، الذين يدركون قوّة العلامات المحلية، التّي تتمتع بخبرة تتماشى وخصوصيّات السوق التونسيّة.
وأكّدت نتائج بارومتر 2025، تعزّز هذا التوجّه من سنة إلى أخرى، إذ يعتقد 8 من كل 10 مستثمرين في قدرة العلامات التونسيّة على النمو محليّا ودوليا.
وأرجع الباروماتر، هذا التحوّل الملحوظ في سوق الفرنشايز التونسي، إلى عدّة عوامل رئيسية، أبرزها « التكيّف مع خصوصيات السوق المحليّة، حيث تمتلك العلامات التونسيّة فهما أعمق لتوقعات المستهلكين، ما يمكنها من تقديم عروض أكثر انسجاما مع العادات والتوجّهات الاستهلاكية في البلاد ».
إضافة إلى ذلك، يتميز الاستثمار في الفرنشايز التونسي « بتكاليف دخول أقل مقارنة بالنماذج الدولية، مما يجعله خيارا أكثر جاذبية لروّاد الأعمال الباحثين عن فرص بأسعار معقولة. كما أن الاعتماد على سلاسل إمداد محلية أكثر مرونة يسهم في تسهيل العمليات التجارية وتقليل كلفة التشغي، مما يعزز من القدرة التنافسية للعلامات المحلية وقدرتها على التوسع في السوق ».
ويؤكّد أصحاب الامتياز التجاري في تونس، بحسب نتائج الباروماتر، أن الاستغلال تحت التسمية الأصليّة، يوفر عدّة مزايا رئيسية تجعله خيارا جاذبا لروّاد الأعمال.
وتأتي في مقدمة هذه المزايا، الصورة التجارية والتسويق، إذ يرى 37 بالمائة من المستفيدين، أنّ الانضمام إلى علامة تجاريّة قويّة يمنحهم شهرة فوريّة ويسهل عليهم استقطاب الحرفاء. بالإضافة فإنّهم يحبذون الإنتقال إلى نموذج عملي تمّ إثباته، من شأنه أن يحد من المخاطر ويحفز الأداء، بفضل تأثير شبكة الفرنشايز ودعم أصحاب الإمتياز.
كما شهد الابتكار والحركية التجارية، تطوّرا قويّا، على مستوى السوق، وزادت نسبة الباحثين عن مفاهيم جديدة ودعم استراتيجي من 10،9 بالمائة في 2023، إلى 18،7 بالمائة في 2025.
تشهد قطاعات الملابس والأحذية، والمخابز، والمثلجات تطورا سريعا، إضافة إلى ظهور قطاعات جديدة مثل الوكالات العقارية، وشبكات صيانة السيّارات، وشركات الخدمات.
في الوقت ذاته، يجد 85 من روّاد الأعمال المحتملين يجدون صعوبة في تقدير الاستثمار المطلوب. من جهة أخرى فقد تمّت الإشارة، خلال هذا المسح، إلى الحاجة للدعم المالي كسبب لتباطىء قطاع القطاع.
واعتبرت منصّة الفرنشايز محرّكا اقتصاديا واجتماعيا قويّا ورافدا رئيسيا للنمو الاقتصادي، من شأنه أن يعزز ريادة الأعمال وخلق المشاريع، في مختلف الولايات التونسيّة. من خلال توفير علامة تجارية معروفة، وإطار عمل منظم، ودعم متكامل، يسهل الاستغلال تحت التسمية الأصلية دخول الأسواق ويزيد من ضمان فرص النجاح.
وتظهر مشاريع الصغيىرة للاستغلال تحت التسمية الأصليّة كحل مرن ومتاح لروّاد الأعمال ذوي الموارد المالية المحدودة. ويساهم هذا النموذج في توسيع فرص النفاذ إلى الفرنشايز وتشجيع تطوير مشاريع صغيرة وفعالة تتكيف مع متطلبات الاقتصاد المحلي.
وتعد منصّة فرنشايز الأولى من نوعها في ربط العلاقات بين أصحاب العلامات وأصحاب استغلال العلامات تحت التسمية الأصليّة في تونس وفي إفريقيا الفرنكوفونية. وتضم المنصّة أكثر من 100 علامة ومكّن برنامج Smart Booster من مرافقة 56 علامة تونسيّة في هيكلتها ورقمنتها.