عقد المجلس الجهوي للثقافة بتطاوين، اليوم الجمعة، جلسة بإشراف وزيرة الشؤون الثقافية، حياة قطاط القرمازي، كانت فرصة للحوار حول الشان الثقافي ومتطلبات دفع العمل الثقافي الشامل بالجهة.
وقد تم في مستهل أشغال المجلس، الملتئم بمقر ولاية تطاوين، تقديم عرض مختصر حول المؤسسات الثقافية بالجهة، والمتمثلة في 06 دور ثقافة و13 مكتبة عمومية ومكتبتين متنقلتين لا تشتغلان، ومعهد وحيد للموسيقى ومركز للفنون الدرامية والركحية.
أما المشاريع الجديدة، فهي دار للثقافة بالصمار أنجزت ب800 ألف دينار، والقسط الثاني لدار الثقافة بذهيبة، أنجز ب250 ألف دينار، والمكتبة العمومية بقصر أولاد دباب التي أنجزت ب250 ألف دينار، وجميعها لم يقع استغلالها بعد.
وبخصوص المشاريع الثقافية العمومية المبرمجة في مخطط التنمية 2016ـ2020، فقدرت قيمتها بحوالي 11 مليون دينار، منها دار للثقافة برمادة بمليوني دينار، ومتحف جهوي بخمسة ملايين دينار، ومسرحي الهواء الطلق في كل من تطاوين وغمراسن بحوالي مليوني دينار. ولم تنطلق أشغال أي واحد من هذه المشاريع، بعد.
وأبرز المتدخلون في هذا المجلس ما تعيشه أغلب القصور الصحراوية من انهيارات وإهمال يخشىى معه فقدان أهم مرجع تاريخي وموروث مادي متفرد على الصعيدين الجهوي والوطني. كما لفت آخرون إلى ضياع الموروث اللامادي الغزير في الجهة وضرورة الإسراع بحفظه باعتباره جزءا من تاريخ الجهة وعطرها الثقافي، حسب تعبيرهم.
واشار عدد من المتدخلين إلى تواضع البنية التحتية للقطاع الثقافي في الجهة، من ذلك وجود ركح وحيد في عاصمة الولاية يحتضن جميع العروض الفرجوية، فضلا عن المناسبات المتنوعة، وهو ما لم يعد ممكنا أمام احتياجات الفرق المسرحية الست والموسيقية للتدريب والاستفادة منه بشكل مريح.
وتحدث عدد من المبدعين في بعض الفنون عن تطلعهم إلى مزيد الخلق والإبداع وحرصهم على استثمار ثراء التراث والغزارة غير المسبوقة للموروث في الجهة في شتى فنون العرض والانتاج الثقافي، طالبين الدعم المادي والتشجيع على الترويج وتنمية الصناعة الثقافية التقليدية منها والرقمية.
وأوضحت وزيرة الشؤون الثقافية، بالمناسبة، أن اهتمام الوزارة بالشأن الثقافي يجب أن يكون في إطار شراكة بينها وبين أهالي الجهة ومبدعيها في شتى الفضاءات، من ذلك فنون الشارع. وأشارت ألى ضرورة مراجعة فكرة تسلط المركز على الجهة والإملاءات، مع ضرورة الاهتمام بالثقافة الرقمية بشتى تجلياتها وألوانها.
وثمنت الوزيرة في تصريح ل »وات »، صراحة الحوار الذي دار في هذا المجلس الجهوي للثقافة، وقالت إن انتظارات أهل الثقافة في الجهة كثيرة، إلا أن الاستجابة لها لا يمكن أن تتم من قبل الدولة وحدها، إذ لا بد أن تتكامل جهود الدولة مع المواطنين والمثقفين لاستشراف المستقبل وتحقيق تنمية مستديمة شاملة، مؤكدة تدخل الوزارة قريبا لصيانة القصور الصحراوية للاستفادة من خصوصياتها في مختلف المجالات.
هذا واطلعت الوزيرة بقرية شنني، من خلال عرض قدمته هيئة المهرجان الدولي للقصور الصحراوية، على محتوى برنامج الدورة 41 المنتظر تنظيمها من 24 الى 27 مارس القادم تحت شعار « القصور الصحراوية تاريخ يحكي قصصا ». وتابعت بالمناسبة عددا من الومضات الإشهارية للتعريف بهذا المهرجان.
وقد برمجت الهيئة أيضا فقرات أخرى، منها يوم 13 فيفري القادم، مسابقة في الرماية، ويوم ترويجي للمهرجان يوم 14 فيفري يختتم بسهرة كبرى في عين كردي بمعتمدية رمادة تجمع 40 عنصرا من فرق الفنون التراثية والبدوية والشعبية وألمع نجومها في الجهة.
كما برمجت الهيئة سهرة فنية كبرى تحييها الفنانة أمينة فاخت يوم الاختتام.
وعاينت وزيرة الشؤون الثقافية قبل ذلك الحالة التي أصبح عليها كل من قصر أولاد سلطان وقصر الحدادة وقرية شنني القديمة.