صدر عن دار « أليف » للنشر كتاب بعنوان « لتحيا الجمهورية ، تونس 1957 – 2017″ باللغتين العربية والفرنسية، شارك في تأليفه أكاديميون من اختصاصات متنوعة كالأرشيف وعلم الاجتماع والفلسفة والاقتصاد والقانون الدستوري، تحت إشراف الأستاذ كمال الجندوبي.
وتمّ تقديم هذا الكتاب مساء الجمعة بدار شاذلية بمدينة تونس العتيقة بحضور شخصيات سياسية ونقابية وفنية. وقد تضمّن الكتاب 15 نصا قدّم كل مؤلف منهم رؤيته لتاريخ الجمهورية التونسية ومفهومه للجمهورية وتحليله لدستوري جوان 1959 وجانفي 2014.
ويطالع قراء الكتاب نصا لأستاذة التاريخ الحديث بجامعة تونس فاطمة بن سليمان، تناولت من خلاله الوجه الحداثي في فكر خير الدين باشا، المصلح ومنفذ الانجازات الإصلاحية. ويعود الكاتب والمؤرخ عادل اللطيفي إلى أصول الحركة الوطنية التونسية للوقوف على مدى تأثيرها في التطور السياسي لتونس بعد الاستقلال إلى حدود المرحلة الديمقراطية الحالية.
واهتم المدير العام لمؤسسة الأرشيف الوطني الاستاذ الهادي جلاب في هذا الكتاب، بالوثائق والصحف وكل ما يتصل بوقائع احتضار المملكة الحسينية ونهايتها، وكذلك تاريخ الأرشيف الوطني وأهميته في بناء الديمقراطية. وقدم الأستاذ بكلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية بتونس، قراءة تحليلية لدستور 1 جوان 1959.
وسلّطت أستاذة علم الاجتماع درة محفوظ دراوي الضوء على التعبئة النسوية ونضال النساء من أجل الحق في المساواة بين الرجل والمرأة منذ ما قبل الاستقلال إلى اليوم. وتثير في هذا الكتاب أيضا توظيف الدولة للقضية النسوية.
ويرسم الأستاذ بكار غريب، وهو مؤرخ في الفكر الاقتصادي والسياسي، صورة عن الاقتصاد الوطني مقدما مقاربة تقييمية عن تطوره بداية من 1957 إلى اليوم. وتناول المؤرخ هشام عبد الصمد صورة الرئيس الحبيب بورقيبة في أبعاده المزدوجة، إلى جانب الحديث عن القضاء تحت حكمه وبقائه رهين أفق ديمقراطي ما فتئ يؤجل إلى موعد غير مسمى.
ويقدّم أستاذ القانون الدستوري بجامعة « روان » الفرنسية « جون فيليب برا « قراءة تحليلية لدستور 27 جانفي 2014 أبرز فيها نجاح المجلس الوطني التأسيسي في صياغة دستور لا يتقاسم نوابه نفس القيم لكنهم اجتمعوا على نقاط عديدة.
ويطّلع القراء أيضا على تاريخ الحركات المعارضة التي تم قمعها من سنة 1956 إلى 2011 أنجزها الأستاذ مسعود الرمضاني رئيس المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية.
أما الأستاذة هالة اليوسفي فتناولت بالتحليل الدور التاريخي للاتحاد العام التونسي للشغل في بناء الجمهورية التونسية والتحديات التي تواجه المركزية النقابية في المشهد السياسي الجديد.
ويفتح أستاذ الفلسفة السياسية رضا الشنوفي باب النقاش حول العلمانية والبناء الذي مازال هشا لدولة مدنية جمهورية. وكتب المحامي زياد ميلاد عن فرضية إرساء ديمقراطية رقمية حقيقية.
وإلى جانب النصوص والمقالات، يتضمن الكتاب أكثر من 600 صورة ووثيقة شاهدة على تاريخ الجمهورية التونسية من الاستقلال إلى 2017، مما يتيح للقارئ فرصة اكتشاف جزء هام من تاريخ تونس.
ويحتوي الكتاب تصريحات لشخصيات تونسية من المجال السياسي والنقابي والصحفي والأكاديمي والفني، عبّروا فيها عن « معاني الجمهورية » بالنسبة إليهم.