أكدت المديرة العامة بالمركز الوطني للنهوض بزرع الأعضاء، رفيقة باردي، أنه « لا وجود لتجارة الأعضاء في تونس ».
وأوضحت في مداخلة لها، الجمعة، خلال تظاهرة اليوم التحسيسي حول « دور الصحفي في نشر ثقافة التبرع بالأعضاء »، أن « هذا الاعتقاد تغذيه الشائعات وبعض الأعمال الدرامية والإعلامية المجانبة
للحقيقة »، لافتة إلى أن « عملية التبرع بالأعضاء عملية فائقة التعقيد والتنظيم، كما أن قلة عدد عمليات زرع الأعضاء في تونس يجعل منها إحدى البلدان القلائل في العالم التي تنعدم فيها تحارة زرع الأعضاء »، على حد تقديرها.
وأضافت رفيقة باردي أن « الأفكار المغلوطة التي يحملها المواطن عن هذا النوع من العمليات، يعيق تطورها، رغم ما تتسم به من فوائد اقتصادية واجتماعية وصحية ونفسية على المريض وعلى
المجموعة الوطنية ».
وأشارت في ذات السياق، إلى أن مريض القصور الكلوي المزمن والنهائي الذي يحتاج إلى 3 حصص تصفية دم في الأسبوع، بإمكانه توفير قرابة 5 آلاف دينار للمجموعة الوطنية سنويا، إذا ما توفرت
له كلية من أحد المتبرعين.
وعزت المديرة العامة بالمركز الوطني للنهوض بزرع الاعضاء عدم تطور عمليات الزرع بالشكل المطلوب، إلى رفض أفراد العائلة التبرع بأعضاء قريبهم المتوفي، الأمر الذي يصل في بعض الحالات
إلى إخفاء بطاقة تعريفه التي تحمل عبارة « متبرع »، بالاضافة إلى الاعتقاد في غياب الضمانات القانونية والطبية، وفي اعتماد المحسوبية في إسناد الأعضاء المتبرع بها، فضلا عن الإعتقاد بحرمتها
دينيا، وهي كلها « أفكار مغلوطة »، حسب تأكيدها .
من جانبه، اعتبر رئيس قسم التعديل والتنسيق بالمركز الوطني للنهوض بزرع الأعضاء، محمد المعتصم بالله حميد، أن « عمليات زرع الأعضاء مضبوطة بترسانة من القوانين والأوامر والقرارات
المتعلقة بزرع الأعضاء والأنسجة البشرية، فضلا عن خضوعه لعدد من الضوابط الأخلاقية والطبية ».
وأكد حميد أن « جميع عمليات الزرع تتم في مؤسسات عمومية مرخص لها، باستثناء زرع القرنية، التي يمكن ان تتم في مصحات خاصة تكون حاصلة على ترخيص من وزارة الصحة ».
وأكد رئيس قسم الاطفال بمستشفى شارل نيكول، الطاهر قرقاح، من ناحيته، أن « عمليات زرع الأعضاء هي أنجع وسيلة لشفاء مرضى القصور سواء في الكلى او الرئة أو القلب أو الكبد »، مستعرضا
جملة الفوائد العلمية والطبية والاجتماعية والاقتصادية على الفرد والمجموعة الوطنية التي يوفرها هذا الصنف من العلاجات.
يشار إلى أن هذا اليوم التحسيسي نظمته الجمعية التونسية الرياضية لمتقبلي الأعضاء والأنسجة، بالتعاون مع المركزالوطني للنهوض بزرع الأعضاء، وهي جمعية تعمل على نشر ثقافة التبرع بالأعضاء
في المجتمع التونسي.