كشف الإطار الطبي لقسم جراحة القلب والشرايين بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس عن نجاح طبي جديد لفائدة مرضى القلب أحرزه منذ يومين في مجال استبدال الصمام الأبهر للقلب هو الأول من نوعه في تونس.
وتتمثل التقنية الجديدة المعتمدة في استبدال الصمام الأبهر للقلب بدون خياطة وفي ظرف زمني وجيز يتراوح بين 10 إلى 15 دقيقة بما يحد من درجة خطورة العملية الجراحية بشكل كبير لدى عديد مرضى القلب ولا سيما كبار السن منهم.
وقال رئيس قسم جراحة القلب والشرايين بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس، عماد الفريخة، إن التقليص من مدة إجراء العملية يؤدي إلى التقليص من مدة إيقاف القلب التي يتطلبها هذا الصنف من التدخلات الجراحية وهو ما يسمح بالتالي بتحكم أكبر في مرحلة ما بعد العملية والحد من مضاعفاتها.
وقد تم تطبيق التقنية الجديدة التي بدأ العمل بها في الدول المتقدمة منذ ثلاث أو أربع سنوات بنجاح، وفق عماد الفريخة، من قبل الفريق الطبي لقسم جراحة القلب والشرايين بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس يومي 14 و15 ديسمبر الجاري على مريضة عمرها 78 سنة ومريض عمره 66 سنة وهما الآن بحالة جيدة بحسب رئيس القسم.
ولئن كان سعر الصمام الجديد يقدر بثلاث مرات سعر الصمام التقليدي فإن ما توفره هذه التقنية الجديدة من ربح مادي في مستويات أخرى من إجراء العملية يجعل التقنية الجديدة مربحة ماديا، فضلا عن قيمتها الكبيرة من الناحية الصحية الإنسانية وفق تقدير الإطار الطبي للقسم الذي أوضح أن التقنية الجديدة ليست مشمولة بتدخلات الصندوق الوطني للتأمين على المرض نظرا لحداثتها.
وذكر الدكتور نزار العش أحد أعضاء الفريق الطبي بالتاريخ الحافل لهذا القسم بالنجاحات الطبية وريادته على الصعيد الوطني، مشيرا إلى النجاحات الطبية التي سجلت في « الدعامة الداخلية للشريان الأبهر » في سنة 2006 ثم استعمال الجراحة بالمنظار في عمليات القلب وتقنية القلب النابض وغيرها. وعبر عن خشيته في صورة عدم التدخل لإنقاذ هذا القسم من التأثيرات السلبية على طابعه الجامعي والتكويني وبالتالي على تخريج أطباء أكفاء في المستقبل على غرار الموجودين حاليا.
يذكر أن الإطار الطبي لقسم جراحة القلب والشرايين بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة حرص على بث عملية إجراء العمليتين بالتقنية الجديدة بما يمكن الأطباء المقيمين في الاختصاص من متابعتها عن بعد.