تعود المديرة العامة للمرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة نصاف بن علية في حوارها لوكالة تونس إفريقيا للأنباء بأكثر تفاصيل عن مظاهر انهيار المنظومة الصحية في ظل تصاعد المنحى الوبائي الخطير الذي تسبب إلى غاية 6 جويلية الجاري في 15735 حالة وفاة.
وكشفت بن علية في حوارها اليوم الخميس، عن بلوغ الطاقة القصوى من استهلاك الأكسيجين بالمستشفيات وامتلاء نسبة أسرة الإنعاش وأسرة الأكسيجين بنسبة تفوق 100 بالمائة ببعض الأقسام وعن إمكانية تسجيل حالات وفيات أكثر من توقعات وزير الصحة بحلول شهر أوت المقبل.
ما المقصود بقولكم اليوم أن المنظومة الصحية قد انهارت؟
المنظومة الصحية انهارت لأن الأسرّة الموضوعة في المستشفيات على ذمة مرضى فيروس كورونا أصبحت جميعها ممتلئة، وللأسف فإن الكثير من المصابين يتوافدون على أقسام الاستعجالي في حالة متقدمة من المرض، لكن رغم طول انتظارهم يعجزون عن إيجاد أسرة للتعهد بهم.
كما وصلنا إلى حد الطاقة القصوى لاستهلاك الأكسيجين بالمستشفيات، هذا إلى جانب ما يشهده العاملون في القطاع الصحي من حالة الإرهاق الشديد وسط هذا المنحى الوبائي غير المسبوق الذي تسبب في تسارع حالات الوفيات والإصابات والضغط على طاقة استيعاب المستشفيات.
كم يبلغ حاليا معدل امتلاء أسرة الإنعاش وأسرة الأكسيجين؟
يصل حاليا معدل الامتلاء إلى مائة بالمائة بل يتجاوز هذا الحد في بعض الأقسام لذلك تداولنا اليوم بإمكانية تخصيص جميع المستشفيات لعلاج مرضى كوفيد-19 للترفيع من طاقة التعهد بالمرضى مما يضطرنا في هذا الظرف إلى عدم التكفل ببقية المرضى إلا في الحالات الاستعجالية.
هل لديكم أرقام حول نسبة تفشي السلالة الهندية « دلتا »؟
نحن بصدد تحليل عينة عشوائية لمعرفة نسبة الإصابة بالسلالة الهندية المتحورة « دلتا « ولا يمكن تقديم النتائج إلا بعد الانتهاء من تحليلها، ولكن إلى حد الآن يمكن القول إن أكبر نسبة من الإصابات التي وجدناها حاليا تعود للسلالة الهندية التي تتميز بسرعة انتشار أكبر وخطورة أكثر.
منذ متى حسب رأيكم بدأت هذه السلالة الهندية في التفشي؟
لقد أشرت سابقا إلى أن التغير في نمط الوضع الوبائي منذ شهر جوان الماضي لاسيما بالقيروان كان مرتبطا أساسا بظهور سلالة متحورة جديدة. لكني اعتقد أن دخول هذه السلالة المتحورة إلى تونس كان منذ شهر ماي لأنها تحتاج إلى فترة حتى تصبح سلالة قادرة على أن تكون مؤثرة.
توقع سابقا وزير الصحة تسجيل 4000 حالة وفاة جديدة بين شهري جوان الماضي وأوت المقبل؟ ما هي آخر توقعاتكم؟
إذا تواصل هذا المنحى الوبائي بالانتشار فإننا سنصل إلى عدد كبير من الوفيات ربما يفوق تلك التوقعات خاصة أننا وصلنا إلى معدل يومي للوفيات بـ108 حالة وفاة يوميا في الأسبوع الماضي.
حاليا الوضع الحالي كارثي وبالتالي علينا بالمزيد من اليقظة والتقيد بالإجراءات الوقائية وقد رأينا كيف تسبب هذا الفيروس في الكثير من الخسائر في الأرواح البشرية في عدة بلدان أخرى وهناك دول تشهد تسارعا في عدد الحالات على غرار المغرب والجزائر وليبيا فيما بدأوا بأوروبا يتحدثون عن عودة انتشار هذا الفيروس رغم أنهم متقدمون كثيرا في التلاقيح.
صادق مجلس الوزراء اليوم على مشروع القانون الأساسي لتنظيم حالة الطوارئ الصحية. ما الذي سيقدمه هذا القانون للحد من هذا الوباء؟
بالفعل لقد طالبنا بالتسريع في المصادقة على هذا القانون لأنه سيتيح لنا الكثير من الحلول في سبيل اتخاذ كل الإجراءات اللازمة للحد من انتشار الفيروس وحماية حياة المواطنين في ظل ما نشهده من صعوبات حاليا في تطبيق الإجراءات الوقائية المتخذة.
وقانون الطوارئ الصحية سيطرق إلى جميع الجوانب المتعلقة بالطوارئ الصحية بما في ذلك تسهيل عملية الشراءات الاستثنائية وسيمنح اطارا تشريعيا لتطبيق الإجراءات الوقائية وسيحدد الخطايا ضد المخالفين كما سينظم عملية التسخير بمفهومها الشامل.